Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
162

(المعنى)

ثم بين تعالى تفصيل ما أجمله في قوله تعالى: (وأوفوا بعهدي) فقال تعالى: وآمنوا أي صدقوا بما أنزلت يعني القرآن؛ لأنه أنزله من السماء إلى الأرض مصدقا لما معكم قيل: جاء موافقا لما تقدم الإخبار به في كتبهم، فهو حجة عليهم، وقيل: يصدق التوراة والإنجيل، والأول الوجه؛ لأنه يكون حجة عليهم، وقيل: إنه خطاب لأحبار اليهود، وقيل: لأهل الكتاب، ولا تكونوا أول كافر به أي أول كافر من أهل الكتاب، وقيل: كانت قريش كفرت قبلهم بمكة، عن أبي علي، وقيل: لا تكونوا أول جاحد أن صفته في كتابكم، وقيل: لا تكونوا السابقين إلى الكفر فيتبعكم الناس، فتكونوا أئمة الكفر، وقيل: لا تكونوا أول كافر بما معكم من كتابكم فيتبعكم الناس به قيل: بمحمد، عن ابن جريج وأبي علي، وقيل: بالقرآن، عن أبي العالية، وقيل: بما معكم من الكتاب، عن الأصم والزجاج.

ومتى قيل: لم عظم الكفر الأول؟

قلنا: لأنه يقتدى به فيصير من أئمة الكفر فيعظم دوره، كما أن المقتدى به في الخير يعظم ثوابه.

ولا تشتروا بآياتي قيل: بحججي وما أنزلته من الكتب، وقيل: أراد به صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - (ثمنا قليلا) لا تأخذوا على تعليمه أجرا، قال أبو العالية: في كتابهم: ياابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا، وقيل: لا تأخذوا على كتمانه أجرا وهو ما كانوا يأخذونه من الأموال والرشا في الدنيا ليكتموا صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

ويقال: لم دخل الباء ههنا في الآيات، وفي سورة يوسف على الثمن فقال: (بثمن بخس)؟

Shafi 353