Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
15

الحمد والمدح والشكر نظائر، وبين الحمد والشكر فرق؛ لأن نقيض الحمد الذم، ونقيض الشكر الكفر، ولأن الشكر لا يكون إلا على نعمة، والحمد يكون من غير نعمة، وقيل: معنى الحمد والشكر: الاعتراف بنعم المنعم مع اعتقاد بعظمته، والشكر يكون بالقلب وهو الأصل، ويكون باللسان، وقد يجب عند تهمة الجحود، وأصل الحمد: الوصف بالجميل، والحمد مصدر لا يثنى ولا يجمع، تقول: أعجبني حمدكم زيدا.

والرب: السيد، والرب: المالك، والرب: المربي المصلح، وأصله من التربية، وهو التنشئة، يقال: ربيت، وربيته.

والعالمين: واحدها عالم، وقيل: اشتقاقه من العلم؛ لأنه اسم يقع على ما يعلم، وقيل: من العلامة؛ لأنها تدل على صانعه، وقيل: العالم: النوع مما يعقل، وهم الملائكة، والجن، والإنس، عن ابن عباس وأبي علي، وقيل: أهل كل زمان عالم، وقيل: هو اسم لما حواه الفلك، وعالم لا واحد له من لفظه، كالقوم والرهط والنفر.

ومتى قيل: لم ذكر الحمد دون الشكر؟

قلنا: لأن الحمد يكون على نعمة وغير نعمة، فنحن نحمده على نعمته علينا، ونحمده على أفعاله الحسنة، وصفاته العلا.

* * *

(الإعراب)

الحمد لله خبر ومعناه الأمر، كأنه قال: احمدوا الله، وقيل في تقديره: قولوا: الحمد لله، فعلى هذا موضعه النصب، وقيل: أقول: الحمد لله، فعلى هذا يحتمل الرفع بتقدير ابتدائي الحمد، ويجوز في العربية نصب الدال، بتقدير: اجعل الحمد لله، واجعل لله الحمد، وقد بينا أن الفراء أجاز الكسر، وما قيل فيه.

وكسر رب، لأنه جعل صفة لله تعالى، ولو نصب أو رفع جاز على المدح.

* * *

(المعنى)

Shafi 206