ويقال: (إذ) لما مضى، و(إذا) لما يستقبل، فيوضع أحدهما موضع الآخر، وقال المبرد: إذا جاء (إذ) مع المستقبل كان معناه على الماضي كقوله تعالى: (وإذ يمكر)
و (إذا) متى جاء مع الماضي كان معناه المستقبل كقوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة)
و (إذا جاء نصر الله)
ويقال: ما العامل في (إذ)؟
قلنا: محذوف، تقديره: واذكر إذ قال، وقيل: لما ذكر خلق السماوات دل على ابتداء الخلق، فكأنه قال: وابتدأ خلقكم إذ قال، وقيل: وهو عليم بأحوالكم إذ قال، وفي الوجه الأول في الكلام دليل على المحذوف؛ لأن قوله: (كيف تكفرون)
تقديره: اذكر كيف تكفرون، قال الشا عر: فإن المنية من يخشها ... فسوف تصادفه أينما يعني أينما ذهب، فحذف لدلالة الكلام عليه.
ويقال: ما الألف في قوله: أتجعل فيها؟
قلنا: ألف إيجاب عن أبي عبيدة والزجاج، كقول جرير: ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح فهذا إيجاب وليس باستفهام، وقال غيرهما: هو ألف استفهام كأنهم قالوا: أتجعل فيها من يفسد وهذه حالنا في التسبيح أم الأمر بخلاف ذلك؟ فجاء الجواب على طريق التعريض بالمعنى من غير تصريح به في قوله: (أعلم ما لا تعلمون)
Shafi 311