ويدل قوله: ثم يحييكم على عذاب القبر من الوجه الذي بينا؛ لأنه لو حمل
على الحياة في الجنة لم يستقم قوله: ثم إليه ترجعون؛ لأن تلك الحياة يقترن بها الرجوع.
ويدل قوله ثم إليه ترجعون على إثبات المعاد.
وتدل الآية على أنه تعالى أنعم على الكفار؛ لذلك عد عليهم ما عد بخلاف قول المجبرة: إنه لا نعمة له على الكفار، ولا يحمل على نعم الدنيا؛ لأنه إذا كان خلقه للنار لم يعتد بنعم الدنيا؛ لأنه كالخبيص المسموم، ولأن تلك النعمة تنحط بالإساءة العظيمة.
وتدل على أنه قادر على الإحياء الثاني من حيث قدر على الإحياء الأول.
وتدل على أن عظم النعمة يوجب عظم معصية المنعم، لذلك قال: كيف تكفرون.
قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29)
* * *
(اللغة)
الجمع والضم نظائر، ونقيض الجمع الفرق، ويقال: جمعه جمعا، وفرقه فرقا، ومنه الجمعة؛ لاجتماع الناس في ذلك اليوم، وجمع موضع بمكة سمي لاجتماع الناس فيه. والاجتماع والافتراق عرضان من جنس الألوان، يدلان على حدث الجسم.
Shafi 305