Tsarkake Zuciya

Dirini d. 697 AH
107

Tsarkake Zuciya

Nau'ikan

============================================================

19 وأوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام : باداود أنين المذنبين أحب إلىء من صراخ العابدين . وقال رجل لرابعة(1) : إنى كثير الذنوب، فإن تبت فهل يتوب الله على ؟ قالت : لا ، بل إن تاب عليك (2) تبت .

ال وقال بحيى بن معاذ : ذنب واحد بعد التوبة أقبيح من سبعين قباها وأصل التوبة فى اللغة الرجوع ، يقال تاب وأناب بمعنى رجع ، فالتوبة الرجوع من الأوصاف المذمومة إلى الأوصاف المحمودة، ويقال : من رجع عن المخالفات خوفا من عذاب الله تعالى فهو تائب، ومن رجع حياء من نظر الله تعالى فهو منيب، ومن رجع تعظما لجلال الله فهو أواب، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ل يعم العبد صهيب لو كلم يخف الله لم بعيه" يعنى أنه يترك المعاصى تعظيما لجلال الله ولو لم يتوعد الله عليها بالعقوبة . ويقال أول القوبة يقظة من الله تعالى تقع في القلب ، فيتذكر العبد تفريطه وإساءته وكثرة جناياته مع دوام نعم الله تعالى عليه ، فيعلم أن الذنوب سموم قاتلة ، يخاف منها حصول المكروه وفوات الحبوب فى الدنيا والآخرة ، فإذا حصل له هذا العلم أثمر حالا وهو الندم على تضبيع حق الله تعالى ، ثم بثمر الندم عملا، وهو المبادرة إلى الخيرات وقضاء الواجبات، ورد الظلامات، والعزم على إصلاح ماهوآت، فهذه الأمور الثلاثة إذا انتظمت فهى التوبة . ومعنى قول النبى صلى الله عليه وسلم " الندم توبة" أن أعظم أركانها الندم ، وأنه لا يحصل حتى يتقدمه الركن الأول وهو العلم بضرر الذنوب، وإذا حصل الندم تبعه الركن الثالث وهو العمل فى الإصلاح ، وكل من تكلم فى حقيقة التوبة بكلام لم يجمع هذه الأركان الثلاثة لاتى هى ضرر الذيوب، ثم حال الندم، ثم حال العمل فى الإصلاح، وإنما تكلم على أحد الأركان أو على ركنين منها . ويقال : التوية الحياء العاصم والبكاء الدائم . ويقال : التوبة الندم على مافات وإصلاح ماهو آت . ويقال: التوبة قود النقس إلى الطاعة بخطام الرغبة وردها عن (1) يقصد هنا رابعة العدوية رضى الله عنها.

(2) مأخوذ من قوله تعالى : (ثم تاب عليهم ليتوبوا) .

Shafi 107