[32] وذلك ان اسم الموجود يقال على معنيين احدهما على الصادق والآخر على الذى يقابله العدم وهذا هو الذى ينقسم الى الاجناس العشرة وهو كالجنس لها وهذا هو متقدم على الموجودات بالوجه الثانى اعنى الامور التى هى خارج الذهن وهذا هو الذى يقال بتقديم وتأخير على المقولات العشر وبهذا المعنى نقول فى الجوهر انه موجود بذاته وفى العرض انه موجود بوجوده فى الموجود بذاته واما الموجود الذى بمعنى الصادق فيشترك فيه جميع المقولات على السواء والموجود الذى بمعنى الصادق هو معنى فى الاذهان وهو كون الشىء خارج النفس على ما هو عليه فى النفس وهذا العلم يتقدم العلم بماهية الشىء اعنى انه ليس يطلب معرفة ماهية الشىء حتى يعلم انه موجود واما الماهية التى تتقدم علم الموجود فى اذهاننا فليست فى الحقيقة ماهية وانما هى شرح معنى اسم من الاسماء فاذا علم ان ذلك المعنى موجود خارج النفس علم انها ماهية وحد وبهذا المعنى قيل فى كتاب المقولات ان كليات الاشياء المعقولة انما صارت موجودة باشخاصها واشخاصها معقولة بكلياتها وقيل فى كتاب النفس ان القوة التى بها يدرك ان الشىء مشار اليه وموجود غير القوة التى يدرك بها ماهية الشىء المشار اليه وبهذا المعنى قيل ان الاشخاص موجودة فى الاعيان والكليات فى الاذهان فلا فرق فى معنى الصادق فى الموجودات الهيولانية والمفارقة .
Shafi 304