[124] واذا كان هذا هكذا فينبغى لمن آثر طلب الحق اذا وجد قولا شنيعا ولم يجد مقدمات محمودة تزيل عنه تلك الشنعة الا يعتقد ان ذلك القول باطل وان يطلبه من الطريق الذى زعم المدعى له انه يوقف منها عليه ويستعمل فى تعلم ذلك من طول الزمان والترتيب ما تقتضيه طبيعة ذلك الامر المتعلم واذا كان هذا موجودا فى غير العلوم الالهية فهذا المعنى فى العلوم الالهية احرى ان يكون موجودا لعبد هذه العلوم عن العلوم التى فى بادئ الرأى .
[125] واذا كان هذا هكذا فينبغى ان يعلم انه ليس يمكن ان يقع فى هذا الجنس مخاطبة جدلية مثل ما وقعت فى سائر المسائل والجدل نافع مباح فى سائر العلوم ومحرم فى هذا العلم ولذلك لجأ اكثر الناظرين فى هذا العلم الى ان هذا كله من باب التكليف فى الجوهر الذى لا تكيفه العقول لانه لو كيفته لكان العقل الازلى والكائن الفاسد واحدا واذا كان هذا هكذا فالله يأخذ الحق ممن تكلم فى هذه الاشياء الكلام العام ويجادل فى الله بغير علم ولذلك يظن ان الفلاسفة فى غاية الضعف فى هذه العلوم ولذلك يقول أبو حامد ان علومهم الالهية هى ظنية
Shafi 209