199

Karkacewar Karkacewa

تهافت التهافت

Nau'ikan

[116] واما قوله ثم ان كان عقله ذاته عين ذاته فليعقل ذاته معلولة لعلة فانه كذلك والعقل يطابق المعقول فيرجع الكل الى ذاته فلا كثرة اذا وان كانت هذه كثرة فهى موجودة فى الاول فانه ليس يلزم من كون العقل والمعقول فى العقول المفارقة معنى واحدا بعينه ان تكون كلها تستوى فى البساطة فانهم يضعون ان هذا المعنى تتفاضل فيه العقول بالاقل والازيد وهو لا يوجد بالحقيقة الا فى العقل الاول والسبب فى ذلك ان العقل الاول ذاته قائمة بنفسها وسائر العقول تعقل من ذواتها انها قائمة به فلو كان العقل والمعقول فى واحد واحد منها من الاتحاد فى المرتبة الذى هو فى الاول لكانت الذات الموجودة بذاتها توافق الموجودة بغيرها أو لكان العقل لا يطابق طبيعة الشىء المعقول وذلك كله مستحيل عندهم .

[117] وهذا الكلام كله والجواب هو جدلى وانما يمكن ان يتكلم فى هذا كلاما برهانيا مع قصور نظر فى الانسان فى هذه المعانى اذا تقدم الانسان فعرف ما هو العقل ولا يعرف ما هو العقل حتى يعرف ما هى النفس ولا يعرف ما هى النفس حتى يعرف ما هو المتنفس فلا معنى للكلام فى هذه المعانى ببادئ الرأى وبالمعارف العامة التى ليست بخاصة ولا مناسبة واذا تكلم الانسان فى هذه المعانى قبل أن يعلم طبيعة العقل كان كلامه فيها أشبه شىء بمن يهذى ولذلك صارت الاشعرية اذا حكت آراء الفلاسفة اتت فى غاية الشناعة والبعد من النظر الاول الذى للانسان فى الموجودات

[118] قال ابو حامد ولنترك دعوى وحدانيته من كل وجه ان كانت الوحدانية تزول بهذا النوع من الكثرة

Shafi 205