199

Tafsirin Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Bincike

عبد الله محمود شحاته

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ

Inda aka buga

بيروت

اليهود لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أهل الإيمان نزلت في حذيفة، وعمار بن ياسر حين دعوهما إلى دينهم. فقالوا لهما: ديننا أفضل من دينكم، ونحن أهدى منكم سبيلا. فقال- ﷿: «لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» عن دين الْإِسْلام مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجًا يعني بملة الْإِسْلام زيغا وَأَنْتُمْ شُهَداءُ «١» أن الدّين هُوَ الْإِسْلام وأن محمدا رَسُول اللَّهِ ونبى وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ- ٩٩- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعني طائفة من الَّذِين أوتوا الكتاب يعني أعطوا التوراة يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ- ١٠٠- وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ يعني القرآن وَفِيكُمْ رَسُولُهُ يعني محمدا- ﷺ بين أظهرهم وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ يعنى يحترز بِاللَّه فيجعله ثقته فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- ١٠١- يعنى إلى دين الإسلام يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعنى الأنصار اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَهُوَ أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، نسختها «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» «٢» وذلك أَنَّهُ «٣» كان بين الأوس والخزرج عداوة فِي الْجَاهِلِيَّة فِي دم شمير وحاطب فقتل بعضهم بعضا حينا فَلَمَّا هاجر النَّبِيّ- ﷺ إلى المدينة أصلح بينهم فلما كان بعد ذلك افتخر منهم رجلان أَحَدهمَا ثَعْلَبَة بن غنيمة من الأوس، والآخر سعد بن زُرَارَة من بني الخزرج، من بني سَلَمَة بن جشم، فجرى الحديث بينهما فغضبا. فقال الخزرجي: أما واللَّه لو تأخر الْإِسْلام عنا وقدوم رَسُول اللَّهِ- ﷺ علينا لقتلنا سادتكم، واستعبدنا أبناءكم، ونكحنا نساءكم، بغير مهر. فَقَالَ الأوسي: قَدْ كان الْإِسْلام متأخرا زمانا طويلا فهلا فعلتم فقد ضربناكم بالمرهفات حَتَّى أدخلناكم الديار. وذكرا الأشعار والموتى، وافتخرا وانتسبا

(١) فى الأصل تشهدون. نقلا عن حاشية أ. (٢) سورة التغابن: ١٦. (٣) فى أ: أن.

1 / 292