245

** الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام

وهناك تفسير آخر للكلمات ؛ فقد جاء في الدر المنثور ، للسيوطي ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى الله إليه : ومن محمد؟ فقال : تبارك اسمك ، لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه : يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ، ولولا هو ما خلقتك (1).

وقال الكليني في الكافي : وفي رواية أخرى في قوله تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وروى هذا المعنى أيضا الصدوق والعياشي والقمي وغيرهم كما جاء في الميزان (2).

ولكن صاحب الميزان يرى أن هذا المعنى بعيد عن ظاهر الآيات في بادي النظر ، ومع ذلك فإنه يستقربه لأن « إشباع النظر والتدبر فيها ربما قرب ذلك تقريبا ، إذ قوله : ( فتلقى آدم )، يشتمل على معنى الأخذ مع الاستقبال ، ففيه دلالة على أخذ آدم هذه الكلمات من ربه ، ففيه علم سابق على التوبة ، وقد كان عليه السلام تعلم من ربه الأسماء كلها ، إذ قال تعالى للملائكة : ( إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح

Shafi 254