(1) - موجودة في أشعارها قال الشنفري :
ألا ضربت تلك الفتاة هجينها # ألا قضب الرحمن ربي يمينها
وقال سلامة بن جندل :
(وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق)
.
الإعراب
«بسم الله» الباء حرف جر أصله الإلصاق والحروف الجارة موضوعة لمعنى المفعولية ألا ترى أنها توصل الأفعال إلى الأسماء وتوقعها عليها فإذا قلت مررت بزيد أوقعت الباء المرور على زيد فالجالب للباء فعل محذوف نحو ابدأوا بسم الله أو قولوا بسم الله فحمله نصب لأنه مفعول به وإنما حذف الفعل الناصب لأن دلالة الحال أغنت عن ذكره وقيل إن محل الباء رفع على تقدير مبتدإ محذوف وتقديره ابتدائي بسم الله فالباء على هذا متعلقة بالخبر المحذوف الذي قامت مقامه أي ابتدائي ثابت بسم الله أو ثبت ثم حذف هذا الخبر فأفضى الضمير إلى موضع الباء وهذا بمنزلة قولك زيد في الدار ولا يجوز أن يتعلق الباء بابتدائي المضمر لأنه مصدر وإذا تعلقت به صارت من صلته وبقي المبتدأ بلا خبر وإذا سأل عن تحريك الباء مع أن أصل الحروف البناء وأصل البناء السكون فجوابه أنه حرك للزوم الابتداء به ولا يمكن الابتداء بالساكن وإنما حرك بالكسر ليكون حركته من جنس ما يحدثه وإذا لزم كاف التشبيه في كزيد فجوابه أن الكاف لا يلزم الحرفية وقد تكون اسما في نحو قوله (يضحكن عن كالبرد المنهم) فخولف بينه وبين الحروف التي لا تفارق الحرفية وهذا قول أبي عمرو الجرمي وأصحابه فأما أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي فقال إنهم لو فتحوا أو ضموا لجاز لأن الغرض التوصل إلى الابتداء فبأي حركة توصل إليه جاز وبعض العرب يفتح هذه الباء وهي لغة ضعيفة وإنما حذفت الهمزة من بسم الله في اللفظ لأنها همزة الوصل تسقط في الدرج وحذفت هاهنا في الخط أيضا لكثرة الاستعمال ولوقوعها في موضع معلوم لا يخاف فيه اللبس ولا تحذف في نحو قوله «اقرأ باسم ربك» لقلة الاستعمال وإنما تغلظ لام الله إذا تقدمته الضمة أو الفتحة تفخيما لذكره، وإجلالا لقدره، وليكون فرقا بينه وبين ذكر اللات . «الله» مجرور بالإضافة و «الرحمن الرحيم» مجروران لأنهما صفتان لله.
المعنى
«بسم الله» قيل المراد به تضمين الاستعانة فتقديره استعينوا بأن تسموا الله بأسمائه الحسنى، وتصفوه بصفاته العلي، وقيل المراد استعينوا بالله ويلتفت إليه قول أبي عبيدة أن الاسم صلة والمراد هو الله كقول لبيد :
Shafi 92