Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Nau'ikan
(1) - الواو وحجة من قرأ «يكذبون» أن يقول إن ذلك أشبه بما قبل الكلمة وما بعدها لأن قولهم آمنا بالله كذب منهم فلهم عذاب أليم بكذبهم وما وصلته بمعنى المصدر وفي قولهم فيما بعد إذا خلوا إلى شياطينهم (قالوا) إنا معكم دلالة أيضا على كذبهم فيما ادعوه من إيمانهم وإذا كان أشبه بما قبله وما بعده كان أولى وحجة من قرأ يكذبون بالتشديد قوله «ولقد كذبت رسل» وقوله «وإن كذبوك فقل لي عملي» وقوله «بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه» وقوله «وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك» ونحو ذلك والتكذيب أكثر من الكذب لأن كل من كذب صادقا فقد كذب وليس كل من كذب مكذبا فكأنه قال ولهم عذاب أليم بتكذيبهم وأدخل كان ليدل على أن ذلك كان فيما مضى.
اللغة
المرض العلة في البدن ونقيضه الصحة قال سيبويه أمرضته جعلته مريضا ومرضته قمت عليه ووليته وزاد فعل يتعدى إلى مفعولين قال الله تعالى «وزدناهم هدى» و «زاده بسطة» ومصدره الزيادة والزيد قال
(كذلك زيد المرء بعد انتقاصه)
والأليم الموجع فعيل بمعنى مفعل كالسميع بمعنى المسمع والنذير بمعنى المنذر والبديع بمعنى المبدع قال ذو الرمة
(يصك وجوهها وهج أليم)
والكذب ضد الصدق وهو الإخبار عن الشيء لا على ما هو به والكذب ضرب من القول وهو نطق فإذا جاز في القول أن يتسع فيه فيجعل غير نطق في نحو قوله
(قد قالت الأنساع للبطن الحقي)
جاز أيضا في الكذب أن يجعل غير نطق في نحو قوله:
وذبيانية وصت بنيها # بأن كذب القراطف والقروف
فيكون في ذلك انتفاء لها كما أنه إذا أخبر عن الشيء بخلاف ما هو به كان فيه انتفاء للصدق أي كذب القراطف فأوجدوها بالغارة .
المعنى
«في قلوبهم مرض» المراد بالمرض في الآية الشك والنفاق بلا خلاف وإنما سمي الشك في الدين مرضا لأن المرض هو الخروج عن حد الاعتدال فالبدن ما لم تصبه آفة يكون صحيحا سويا وكذلك القلب ما لم تصبه آفة من الشك يكون صحيحا وقيل أصل المرض الفتور فهو في القلب فتوره عن الحق كما أنه في البدن فتور الأعضاء وتقدير الآية في اعتقاد قلوبهم الذي يعتقدونه في الله ورسوله مرض أي شك حذف المضاف
Shafi 135