(1) -
الاستعاذة
اتفقوا على التلفظ بالتعوذ قبل التسميةفيقول ابن كثير وعاصم وأبو عمرو : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ونافع وابن عامر والكسائي : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إن الله هو السميع العليم، ) وحمزة : (نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ) وأبو حاتم (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) .
اللغة
الاستعاذة الاستجارة فمعناه أستجير بالله دون غيره والعوذ والعياذ هو اللجأ و[الشيطان]في اللغة هو كل متمرد من الجن والإنس والدواب ولذلك جاء في القرآن شياطين الإنس والجن ووزنه فيعال من شطنت الدار أي بعدت وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا بطل والأول أصح لأنه قد جاء في الشعر شاطن بمعناه قال أمية بن أبي الصلت
أيما شاطن عصاه عكاه # ثم يلقى في السجن والأغلال
والرجيم فعيل بمعنى مفعول من الرجم وهو الرمي .
المعنى
أمر الله بالاستعاذة من الشيطان إذ لا يكاد يخلو من وسوسته الإنسان فقال فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ومعنى أعوذ ألجأ إلى الله من شر الشيطان أي البعيد من الخير المفارق أخلاقه أخلاق جميع جنسه وقيل المبعد من رحمة الله (الرجيم) أي المطرود من السماء المرمي بالشهب الثاقبة وقيل المرجوم باللغة (إن الله هو السميع) السميع لجميع المسموعات (العليم) بجميع المعلومات.
توضيح
اتفق أصحابنا أنها آية من سورة الحمد ومن كل سورة وإن من تركها في الصلاة بطلت صلاته سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا وأنه يجب الجهر بها فيما يجهر فيه بالقراءة ويستحب الجهر بها فيما يخافت فيه بالقراءة وفي جميع ما ذكرناه خلاف بين فقهاء الأمة ولا خلاف في أنها بعض آية من سورة النمل وكل من عدها آية جعل من قوله صراط الذين إلى آخر السورة آية ومن لم يعدها آية جعل صراط الذين أنعمت عليهم آية وقال إنها افتتاح للتيمن والتبرك وأما القراء فإن حمزة وخلفا ويعقوب واليزيدي تركوا الفصل بين السور بالتسمية والباقون يفصلون بينها بالتسمية إلا بين الأنفال والتوبة .
فضلها
روي عن علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال @QUR@ «بسم الله الرحمن الرحيم» أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها
Shafi 89