196

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Nau'ikan

Tafsiri

(1) - أراد ورياحا وقال أيضا:

نال الخلافة أو كانت له قدرا # كما أتى ربه موسى على قدر

وقال توبة بن الحمير :

وقد زعمت ليلى بأني فاجر # لنفسي تقاها أو عليها فجورها

فإن قيل كيف يكون أو في الآية بمعنى الواو والواو للجمع والشيء إذا كان على صفة لم يجز أن يكون على خلافها أجيب عنه بأنه ليس يمتنع أن تكون قلوبهم كالحجارة في حالة وأشد من الحجارة في حالة أخرى فيصح المعنى ولا يتنافى وفائدة هذا الجواب أن قلوب هؤلاء مع قساوتها ربما لانت بعض اللين وكادت تصغي إلى الحق فتكون في هذا الحال كالحجارة التي ربما لانت وتكون في حال أخرى في نهاية البعد عن الخير فتكون أشد من الحجارة.

وجواب آخر وهو أن قلوبهم لا تكون أشد من الحجارة إلا بعد أن يكون فيها قسوة الحجارة لأن قولنا فلان أعلم من فلان إخبار بأنه زائد عليه في العلم الذي اشتركا فيه فلا بد من الاشتراك ثم الزيادة فلا تنافي هاهنا ثم فضل سبحانه الحجارة على القلب القاسي فقال «وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار» معناه أن من الحجارة ما هو أنفع من قلوبكم القاسية فيتفجر منه أنهار الماء واستغنى بذكر الأنهار عن ذكر الماء وقيل المراد منه الحجر الذي كان ينفجر منه اثنتا عشرة عينا وقيل هو عام «وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء» يعني ومن الحجارة ما يخرج منه الماء فيكون عينا نابعة لا أنهارا جارية حتى يكون مخالفا للأول وقال الحسين بن علي المغربي الحجارة الأولى حجارة الجبال منها تتفجر الأنهار والثانية حجر موسى ع الذي كان يضربه فيخرج منه العيون فلا يكون تكرارا وقوله «وإن منها لما يهبط من خشية الله» الضمير في منها يرجع إلى الحجارة أي ومن الحجارة ما يهبط من خشية الله وعليه أكثر أهل التفسير وقيل يرجع إلى القلوب أي ومن القلوب ما يهبط من خشية الله أي تخشع وهي قلوب من آمن من أهل الكتاب فيكونون مستثنين من القاسية قلوبهم عن أبي مسلم ومن قال إن الضمير يرجع إلى الحجارة فإنهم اختلفوا في تأويله على وجوه (أحدها) ما روي عن مجاهد وابن جريج أن كل حجر تردى من رأس جبل فهو من خشية الله فمعناه أن الحجارة قد تصير إلى الحال التي ذكرها

Shafi 282