فصغروا الله سبحانه وجل ثناؤه غاية التصغير، وجهلوا قول الله: {والله واسع عليم} [البقرة: 247] وغيرها.
فنقول لهم: أيها القوم إنكم جهلتم الله سبحانه فلم تعرفوه، وأشركتم بالله عز وجل فلم توحدوه. والله سبحانه فقد وصف نفسه بغير ما وصفتموه، ونفى عن نفسه ما نسبتم إليه.
فاسمعوا إلى قولنا، وأنصفوا من أنفسكم، واقبلوا الحق إذا عرفتموه، ولا يفتننكم الشيطان ليخرجكم من أديانكم، فإن الله سبحانه يقول: {وكان الشيطان للإنسان خذولا}[الفرقان: 29].
فمما نذكر لكم، ونحتج به عليكم، ما ذكره(1) الله سبحانه في هذه الآية من قوله: {وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم}[البقرة: 255]، فأخبر الله سبحانه أن كرسيه قد وسع السموات والأرض، يريد عز وجل: أن هذا الكرسي قد اشتمل على السموات السبع فأحاط بأقطارها، وكذلك اشتمل على الأرضين السفلى فأحاط بأقطارها أيضا، فصار الكرسي مشتملا على السموات السبع، عاليا فوقها، واسعا لها، والواسع للشيء هو: الذي انبسط فوقه، حتى اشتمل عليه، فكانت السموات والأرض أضيق من الكرسي، وكان الكرسي أوسع منهما.
Shafi 256