صورة الفعل الشخصية هو الأثر الذي قبله المنفعل في هذا العالم من الكواكب كان ذلك من الكون والفساد أو الزيادة والنقصان أو الاستحالة والحركة المكانية (¬4) وسائر أنواع التغيير فإن الذي يظهر منها في المنفعل يسمى أيضا صورة الفعل ويسمى أيضا صورة التغيير فأما الصور التي توافقها في الجنس فهي الصور التي تنفعل عنها في جنسها مثل اتفاق صورتين في الحرارة والبرودة والاستقامة والاعوجاج فإنهما يدعيان باسم ما اجتمعا تحته وإن كانتا مختلفتين (¬5) بمقاديرهما وطريق الاستعراض (¬6) هي طريق يلتزم بها جملة الأجزاء ما اشترك فيها أوحادها وإنما يصح إذا وجدت جماعة أوحاد الشيء وإن تأخر منها شيء لم يحدث عنها برهان والحدس طلب حقيقة الشيء بغير مقدمات البرهان عليه فيكون معنى هذا الفصل .
ولما كان هذا العلم مبنيا على الإحساس والتجارب والعنصر الذي يظهر فيه هذا الفعل جوهر سيال كثير التغيير سريع التنقل كان الوصول إلى معرفة ما يظهر منه إنما هو من طريق الاستقراء والقضاء عليه من جهة الحدس للأشياء الطبيعية وإن لم يكن للعالم به والمعاني له أن ينبئ (¬7) بالصورة التي يظهر بعينها وهي صورة اليقين التي يكون بها الفاعل فاعلا والمنفعل منفعلا وهذا موجود في نفس الحدس الذي هو مبدأ هذه العلوم بأسرها فإنا إنما نستدل على الشيء من المحسوسات بصورة في نوعه وننعتها بالنوع الجامع للصورتين لأنا نجد النار (¬8) بصورة من الحرارة هي دون حرارة النار ولو كانت النار لا تحس إلا مع قبول الحاس صورتها لما أحسها أحد إلا أحرقته قبل (¬9) ذلك وكذلك ما جرى هذا المجرى.
<1.3> كلمة ج
Shafi 4