تمزيج الكواكب هو ما توجبه طبائعها إذا أجتمعت وتناظرت وحدث من ذلك الاجتماع والتناظر في الأخلاق والصناعات والأحوال وقد أرانا بطلميوس جملا منه في الكتاب الثالث من كتاب الأربعة في قضاء النجوم عند ذكره ما يغلب على المولود من الأخلاق بمزجه ما توجبه الكواكب بمشاكلتها ويحتاج المنجم أن يرتاض له بقوى النفس الثلاثة وما يتولد عنها من أنواع الفضائل والرذائل مثل العدل والجور والسخاء والبخل والصدق والكذب والأمانة والخيانة والزهو والتواضع فإذا أحكمه نظر إلى الكواكب التي تدل على قوى النفس والصناعات وهي لها كالأصول والينابيع فحكم على ما يوجبه اجتماعها وتناظرها والمخرج بهذا (¬17) أفضل أجزاء صناعة الأحكام.
<8> كلمة ي
قال بطلميوس النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما يعين الزراع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية.
التفسير
يريد بالنفس الحكيمة النفس العالمة بالقوى الفلكية وتصريفها للأشخاص الطبيعية وأن هذه النفس إذا وقفت على أن سعادة تلحق شخصا من الأشخاص حركت ذلك الشخص إلى حسن الاستعداد لتلك السعادة فتوفرت عليه وظهرت فيه وقد أبنا (¬18) في تفسير الكلمة الخامسة من هذا بما يكتفي به في هذا الموضع.
<9> كلمة يا
قال بطلميوس الصور التي في عالم التركيب مطيعة للصور [[ ألتي ]] الفلكية ولهذا رسمها أصحاب الطلسمات عند حلول الكواكب فيها لما أرادوا عمله.
Shafi 13