قوله عز وجل: { قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر }؛ وفي مصحف عبدالله: (سل لنا ربك يبين لنا). ومعنى الآية: { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما } سنها؟. { قال } موسى: { إنه } يعني الله عز وجل { يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر } لا كبيرة ولا صغيرة. وارتفع { فارض } و { بكر } بإضمار (هي)؛ أي لا هي فارض ولا هي بكر.
قال مجاهد والأخفش: (الفارض : الكبيرة المسنة التي لم تلد. والبكر: الفتية الصغيرة التي لم تلد). قال السدي: (البكر: التي لم تلد قط إلا واحدا). وقيل: معناه لا فارض؛ أي ليست بكبيرة قد ولدت بطونا كثيرة، ولا بكرا؛ أي لم تلد.
قوله تعالى: { عوان بين ذلك }؛ أي وسط بين الصغيرة والكبيرة قد ولدت بطنا أو بطنين؛ وجمعها عون. قوله تعالى: { فافعلوا ما تؤمرون }؛ أي افعلوا ما تؤمرون به من الذبح، ولا تكثروا السؤال.
ثم عادوا في السؤال ف: { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها }؛ موضع { ما } رفع بالابتداء؛ و { لونها } خبره. وقرأ الضحاك: (ما لونها) نصبا كأنه أعمل فيه التبيين وجعل { ما } صلة. { قال إنه يقول إنها بقرة صفرآء فاقع لونها }؛ قيل: يعني سوداء مثل قوله:
جملت صفر
[المرسلات: 33] أي سود، كذا قال الحسن. والعرب تسمي الأسود أصفر. قال الشاعر:
تلك خيلي منه وتلك ركابي
هن صفر أولادها كالزبيب
والصحيح: أنها صفراء؛ لأن السوداء لا تؤكد بالفاقع، وإنما تؤكد بالحالك، يقال في المبالغة في الوصف: أصفر فاقع؛ وأحمر قان؛ وأسود حالك؛ وأخضر ناضر؛ وأبيض ناصع. ويقال: أبيض نقي، فمعنى { فاقع } أي صاف شديد الصفرة. وقال ابن عباس: (صفراء فاقع لونها شديدة الصفرة). وقال العتيبي: (غلط من قال: الصفراء ها هنا السوداء؛ لأن هذا غلط في نعوت البقر، وإنما هو في نعوت الإبل).
قوله تعالى: { تسر الناظرين }؛ أي تعجب الناظرين إليها؛ لتمام خلقها؛ وكمال حسنها؛ ونصوع لونها. قال علي رضي الله عنه: (من لبس نعلا صفراء قل همه؛ لأن الله تعالى يقول { صفراء فاقع لونها تسر الناظرين } ). فإن قيل: لم أمروا بذبح البقرة دون غيرها؟ قيل: لأن القربان تكون من الإبل والبقر والغنم؛ وكانوا يحرمون لحم الإبل؛ كما قال تعالى:
Shafi da ba'a sani ba