299

Tafsirin Kabir

التفسير الكبير

Nau'ikan

قوله تعالى: { والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }؛ أي { مغفرة } لذنوبكم بالإنفاق من خيار الأموال، { وفضلا } أي خلفا في الدنيا والآخرة، { والله واسع عليم }؛ يوسع الرزق والخلف والمثوبة، ويعلم حيث ينبغي أن تكون السعة ، قال ابن عباس وابن مسعود: (ثنتان من الله وثنتان من الشيطان؛ فمن الله المغفرة والفضل، ومن الشيطان الفقر والفحشاء). ووعد الشيطان وساوس وتخيل؛ أي يخيل إليك أنك إن أمسكت مالك استغنيت، وإن تصدقت به افتقرت.

[2.269]

قوله تعالى: { يؤتي الحكمة من يشآء }؛ اختلفوا في تفسير الحكمة؛ قال ابن مسعود: (هي القرآن). وقال ابن عباس وقتادة: (علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ ومحكمه ومتشابهه؛ ومقدمه ومؤخره؛ وحلاله وحرامه؛ وأمثاله؛ وغيره). وقال السدي: (هي النبوة). وقال أبو العالية: (هي الفقه). وقال مجاهد وإبراهيم: (هي الإصابة والفهم). وقال الربيع: (هي خشية الله تعالى). وقال سهل بن عبدالله: (هي السنة). وقيل: هي سرعة الجواب مع إصابة الصواب، والله أعلم.

وقوله تعالى: { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا }؛ أي من يعط العلم فقد أعطي خيرا كثيرا يصل به إلى رحمة الله تعالى. قال بعض الحكماء: سمى الله العلم خيرا كثيرا، والدنيا متاعا قليلا، فينبغي لمن أوتي العلم أن يعرف قدر نفسه ولا يتواضع لأصحاب الدنيا لدنياهم. وقال الحسن: (ومن يؤت الحكمة؛ يعني الورع في دين الله).

قرأ الربيع: (تؤتي الحكمة ومن يؤت الحكمة) بالتاء، وقرأ يعقوب: (ومن يؤت الحكمة) بكسر التاء، أراد ومن يؤته الله؛ فحذف الهاء.

قوله تعالى: { وما يذكر إلا أولوا الألباب }؛ وما يتعظ إلا ذوو العقول؛ واللب من العقل ما صفي عن دواعي الهوى، وسمي العقل لبا لأنه أنفس ما في الإنسان كما أن لب الثمرة أنفس ما فيها.

[2.270]

قوله عز وجل: { ومآ أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه }؛ أي ما تصدقتم به من صدقة أو أوجبتموه على أنفسكم من فعل بر مثل صلاة أو صدقة أو صوم، فإن الله لا يخفى عليه ذلك ويقبله ويجازي عليه.

ويقال: معنى { فإن الله يعلمه } أي يحفظه، وإنما قال: { يعلمه } ولم يقل يعلمها؛ لأنه رده إلى الآخر منهما كقوله تعالى:

ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا

Shafi da ba'a sani ba