277

Tafsirin Kabir

التفسير الكبير

Nau'ikan

روي في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" يقول الله تعالى: لولا رجال ركع؛ وصبيان رضع وبهائم رتع؛ لصب عليكم العذاب صبا "

وقال الحسن: (يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن، ولولا السلاطين والأمراء المسلطون على العيارين والدعارة لخرجوا على أهل الصلاح فاستولوا عليهم).

قوله تعالى: { ولولا دفع الله } من قرأ (دفاع) فهو من قولهم: دافع مدافعة ودفاعا؛ والدفع: الصرف. { ولكن الله ذو فضل على العالمين }؛ ذو من عليهم يدفع المفسدين عن المصلحين.

[2.252]

قوله عز وجل: { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق }؛ أي القرآن بما فيه من الأخبار الماضية آيات الله بتنزيل جبريل عليه السلام بها عليك لبيان الحق من الباطل، { وإنك لمن المرسلين }؛ لأنك أخبرت بهذه الآيات مع أنك لم تشاهدها ولم تخالط أهلها. وقيل في معنى هذه الآيات: إماتة الله الألوف دفعة واحدة وإحياؤهم دفعة واحدة وإعطاؤه الملك طالوت وهو من أهل الحمول الذي لا ينقاد له الناس، ونصر أصحاب طالوت مع قلة عددهم وضعفهم على جالوت وأصحابه مع شوكتهم وكثرتهم دلاله على قدرته وعلى نبوة أنبيائه صلوات الله عليهم. وقوله تعالى: { وإنك لمن المرسلين } لأنك قد أعطيت من الآيات مثل ما أعطي الأنبياء صلوات الله عليهم وزيادة.

[2.253]

قوله عز وجل: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات }؛ معناه: إن الذي نزلنا عليك خبرهم في القرآن هم الرسل لم يكونوا في الفضل متساوين، ولكن { فضلنا بعضهم على بعض } في الدنيا والعقبى. ثم فسر فضيلة كل واحد منهم فقال: { منهم من كلم الله } وهو موسى عليه السلام كلمه الله من غير سفير، { ورفع بعضهم } فوق بعض { درجات }؛ أي اتخذ الله إبراهيم خليلا، وسخر لسليمان الريح والجن والشياطين وعلمه منطق الطير. وقال مجاهد: (وأراد بهذه الآية فضيلة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء صلوات الله عليهم كما قال تعالى:

ورفعنا لك ذكرك

[الشرح: 4]. وقيل: هو إدريس كما قال تعالى:

Shafi da ba'a sani ba