206

Tafsirin Kabir

التفسير الكبير

Nau'ikan

وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم

[الأنفال: 48]. وعن الحسن أنه قال: (زينها والله لهم الشيطان، فلا أحد أذم للدنيا ممن خلقها قال الله تعالى:

قل متاع الدنيا قليل

[النساء: 77] وقال تعالى:

وما الحيوة الدنيآ إلا متع الغرور

[الحديد: 20]).

وذهب بعضهم إلى أن الله تعالى هو الذي زينها لهم؛ إذ خلق فيها الأشياء المعجبة وركب الشهوات في قلوب العباد؛ فنظر الذين كفروا إلى الدنيا بأكثر من مقدارها؛ فاغتروا بذلك كما قال تعالى:

إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا

[الكهف: 7]. قالوا: إنما فعل الله ذلك؛ لأن التكليف لا يتم إلا مع الشهوة، فإن الإنسان لا يجوز أن يكلف إلا بأن يدعى إلى ما تنفر عنه نفسه أو يزجر عما تتوق إليه نفسه، وهو معنى قوله عليه السلام:

" حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات ".

Shafi da ba'a sani ba