قوله عز وجل: { والله يرزق من يشآء بغير حساب }؛ قال ابن عباس: (يعني كثيرا بغير مقدار؛ أي يرزق رزقا كثيرا لا يعرف حسابه). وقال الضحاك: (يعني بغير تبعة، يرزقه في الدنيا ولا يحاسبه في الآخرة).
وقيل: معناه: أن الله تعالى لا يحاسب على ما يرزق؛ لأنه لا شريك له فيمانعه ولا قسيم فينازعه، ولا يقال له: لم أعطيت هذا وحرمت هذا، ولا لم أعطيت هذا أكثر من هذا؛ لأنه عز وجل لا يسأل عما يفعل. وقيل: معناه: يعطي من غير أن يخاف نفاذ خزائنه، فلا يحتاج إلى حساب ما يخرج منها؛ إذ كان الحساب من المعطي إنما يكون ليعلم قدر العطاء لئلا يتجاوز في عطائه إلى ما يجحف به؛ فهو لا يحتاج إلى الحساب لأنه عالم غني لا يخاف نفاذ خزائنه؛ لأنها بين الكاف والنون.
وقيل: معناه: { والله يرزق من يشآء } من الكفار وغيرهم { بغير حساب } أي بغير مقدار لا يعرف حسابه.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يقول الله عز وجل: لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حرير ولصبيت الدنيا عليه صبا "
ومصداق ذلك قوله تعالى:
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون
[الزخرف: 33]. وقال صلى الله عليه وسلم:
" لو أن الدنيا عند الله تزن جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء ".
وعن قطرب: في قوله تعالى: { والله يرزق من يشآء بغير حساب }: (أي أن الله يعطي العدد المتناهي لا من عدد أكثر منه كما يفعله العباد، ولكن يعطي المتناهي من غير المتناهي). فإن قيل: أليس الله تعالى قال في آية أخرى:
Shafi da ba'a sani ba