وقال سهل بن عبدالله: معنى الآية: { ربنا آتنا في الدنيا } السنة { وفي الآخرة } الجنة. وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: (عند الركن اليماني ملك قائم منذ خلق الله السماوات والأرض يقول: آمين، فإذا مررتم به فقولوا: { ربنآ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }. وقال عوف في هذه الآية: (من آتاه الله الإسلام والقرآن ومالا وولدا فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة).
وروي أن قوما قالوا لأنس بن مالك: أدع لنا؛ فقال: { ربنآ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فقالوا: زدنا، فأعادها، فقالوا: زدنا، فأعادها، فقالوا: زدنا، فقال: (ما تريدون! قد سألت الله لكم خير الدنيا والآخرة). قال أنس: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو بها يقول:
" اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".
[2.202]
قوله عز وجل: { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب } معناه: إن الذين يسألون الله تعالى الدنيا والآخرة لهم حظ ونصيب وافر من الثواب والخير والجزاء اكتسبوه في حجهم؛ وفي هذا بيان استجابة دعائهم على القطع.
وعن ابن عباس في هذه الآية:
" أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات ولم يحج، أفأحج عنه؟ قال: " أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته، أما كان ذلك يجزي؟ " قال: نعم، قال: " فدين الله أحق أن يقضى " ، قال: فهل لي من أجر؟ فأنزل الله عز وجل: { أولئك لهم نصيب مما كسبوا }. يعني من حج عن ميت كان الأجر بينه وبين الميت ".
وقال سعيد بن جبير: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني أكريت دابتي واشترطت عليهم أن أحج، فهل يجزيني ذلك؟ قال: (أنت من الذين قال الله فيهم: { أولئك لهم نصيب مما كسبوا } ).
قوله تعالى: { والله سريع الحساب } يعني إذا حاسب فحسابه سريع لا يحتاج إلى عقد يد ولا إلى وعي صدر ولا رؤية ولا فكر. وقال الحسن: (أسرع من لمح البصر). وفي الخبر:
" أن الله تعالى يحاسب العباد في قدر حلب شاة؛ وأن محاسبة الله تعالى ليست كمحاسبة الناس بعضهم لبعض، يحاسبهم جميعا في لحظة واحدة، يظن كل واحد أنه يحاسبه خاصة، لا يشغله شيء عن شيء "
Shafi da ba'a sani ba