123

Tafsirin Kabir

التفسير الكبير

Nau'ikan

وقوله تعالى: { لله المشرق والمغرب } أي من كان مالك المشرق والمغرب لا يعترض عليه في جميع ما يأمر، ويجوز أن يكون معناه: أن الله خالق الأماكن كلها، فليس بعض ما خلق أولى أن يجعل قبلة في العقل من بعض، فوجب الانتهاء إلى أمر الله باستقبال ما شاء الله.

[2.143]

قوله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا }؛ أي عدلا؛ وقيل: خيارا، يقال في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: [هو أوسط قريش حسبا] ويقال: فلان وسيط في حسبه؛ أي كامل منته في الكمال؛ ولأن المتوسط في الأمور لا يفرط فيغلو ولا يقصر فيتضع، فهذه الأمة لم تغلو في الأنبياء كغلو النصارى حيث قالوا: المسيح ابن الله! ولم يقصروا كتقصير اليهود حيث كذبوا الأنبياء وقتلوهم. وأصله أن خير الأشياء أوسطها.

قوله تعالى: { لتكونوا شهدآء على الناس }؛ أي شهداء للنبيين صلوات الله عليهم بالتبليغ. وقد يقام مقام اللام في مثل قوله:

وما ذبح على النصب

[المائدة: 3] أي للنصب؛ وقوله تعالى: { ويكون الرسول عليكم شهيدا }؛ أي ويكون محمد صلى الله عليه وسلم عليكم شهيدا معدلا مزكيا لكم، وذلك أن الله تعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم يقول لكفار الأمم:

ألم يأتكم نذير

[الملك: 8]، فينكرون ويقولون: ما جاءنا من نذير، فيسأل الأنبياء عن ذلك فيقولون: قد بلغناهم. فيسألهم البينة إقامة للحجة عليهم؛ وهو أعلم بذلك، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون لهم بالتبليغ، فتقول الأمم الماضية: من أين علموا ذلك وبيننا وبينهم مدة مديدة؟ فيقولوا: علمنا ذلك بإخبار الله تعالى إيانا في كتابه الناطق على لسان رسول الله، فيؤتى بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فيزكي أمته ويشهد بصدقهم.

قوله تعالى: { وما جعلنا القبلة التي كنت عليهآ إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه }؛ أي ما أمرتك يا محمد بالتوجه إلى بيت المقدس ثم بالتحويل منها إلى الكعبة إلا ليتميز من يتبع الرسول ممن يرجع إلى دينه الأول. وقيل: ومعناه: { وما جعلنا القبلة التي } أنت { عليهآ } وهي الكعبة لقوله تعالى:

كنتم خير أمة

Shafi da ba'a sani ba