ومعنى الآية: وصى بها أيضا يعقوب بنيه الاثني عشر. وحكي عن مجاهد أنه حكى عن بعضهم: (ويعقوب) بالنصب عطفا على بنيه داخلا في جملتها الموصيين.
قوله تعالى: { يابني إن الله اصطفى لكم الدين }؛ أي الإسلام، { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون }؛ أي مؤمنون. وقيل: مخلصون. وقيل: محسنون بربكم الظن. وقيل: مفوضون.
روي أنه لما نزلت هذه الآية قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه بدين اليهودية؟ فأنزل الله تعالى قوله: { أم كنتم شهدآء إذ حضر يعقوب الموت }؛ أي أكنتم أيها اليهود حضورا حين حضر يعقوب الموت، { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل }؛ الصادق، { وإسحاق }؛ الحليم.
والمراد بحضور الموت: حضور أسبابه؛ لأن من حضره الموت لا يتمكن من القول، وقد سمي سبب الشيء باسمه. كما قال تعالى:
وجزآء سيئة سيئة مثلها
[الشورى: 40].
وقال الكلبي: (معنى الآية: أن يعقوب لما دخل مصر رأى أهلها يعبدون الأوثان والنيران؛ فجمع أولاده وخاف عليهم ذلك. وقال لهم: ما تعبدون من بعدي). وقال عطاء: (إن الله تعالى لم يقبض نبيا حتى يخيره بين الحياة والموت، فلما خير يعقوب قال: أنظرني حتى أسأل أولادي وأوصيهم؛ فجمع أولاده وأولاد أولاده وقال لهم: قد حضر أجلي، فما تعبدون من بعدي؟ أي من بعد موتي. { قالوا نعبد إلهك وإله آبائك }. { إلها واحدا ونحن له مسلمون }.
قرأ يحيى بن معمر: (إله أبيك) على التوحيد؛ قال: لأن إسماعيل عم يعقوب لا أبوه. وقرأ العامة: (وإله آبائك) على الجمع. وقالوا: عم الرجل صنو أبيه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس :
" هذا بقية آبائي "
والعرب تسمي العم أبا كما تسمي الخالة أما. قال الله تعالى:
Shafi da ba'a sani ba