Tafsirin Jalinus Akan Fusul Abukarat
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
Nau'ikan
قال جالينوس: PageVW0P150A (1) إن أبقراط قد أخذ في صفة * تغير (230) أوقات السنة * فابتدأ (231) بذكر الشتاء * والربيع (232) إذا كان الشتاء قليل المطر شماليا وكان الربيع مطيرا جنوبيا. (2) وهذا * التغير (233) هو تغير يسير إلا أنه على حال خارجة * عن (234) المجرى الطبيعي، (3) ولذلك قال * إنه (235) إذا كان * ذلك (236) حدث في الصيف من الأمراض الحميات الحادة والرمد واختلاف الدم. (4) وقد * أخبر (237) أبقراط * بالسبب (238) الذي من قبله تكثر * هذه (239) الأمراض من قبل هذه الحال من حالات الهواء في كتابه في الماء والهواء والمواضع. (5) وهذا كلامه فيه في ذلك * الموضع (240) ، قال «فإن كان الشتاء قليل المطر شماليا وكان الربيع مطيرا جنوبيا وجب ضرورة أن يحدث في الصيف حميات ورمد. (6) وذلك أنه إذا كان * كذلك (241) * فاجأه (242) الرمد بغتة لأن الأرض تكون * رطبة (243) من قبل الأمطار الربيعية ومن قبل الجنوب، * وجب (244) ضرورة أن * يتضاعف (245) الحر من قبل حال الأرض * إذ (246) كانت مبلولة حارة * ومن (247) قبل حال الشمس * إذ (248) كانت محرقة * وإذ (249) كانت أجواف الناس لم تشتد ولا جفت * بلة (250) الدماغ. (7) وذلك أنه لا يمكن إذا كان الربيع على الحال * التي (251) * وصفت (252) * إذا (253) لا يتعفن البدن واللحم فيجب من قبل ذلك أن يعرض لجميع الناس أحد ما يكون من الحميات وخاصة لأصحاب البلغم. (8) وأما اختلاف الدم فجرى بأن يعرض * للنساء (254) ولأصحاب أرطب * الطبائع (255) ». (9) فهذا ما قاله أبقراط في كتابه * في (256) الهواء والماء والمواضع. (10) وسنشرح كلامه في ذلك * الكتاب (257) * شرحا (258) أكثر ونبين أولا لم لم يقل إنه إذا حدثت هذه * الحال (259) عرضت * هذه (260) الأمراض في الشتاء أو في الربيع وقال * إنها (261) تعرض في الصيف. (11) وقد قال في المقالة الثانية PageVW0P150B من كتاب أبيديميا إنه لما فسد مزاج الصيف بمدينة قرانون حدثت * فيه (262) القروح التي تسمى * الجمر (263) في ذلك الوقت الذي فسد فيه مزاجه. (12) وهذا قول أبقراط في ذلك * الموضع (264) * من (265) الجمر الذي * عرض (266) بمدينة قرانون في * الصيف (267) جاء مطر جود في حر الصيف كله وكان أكثره مع الجنوب. (13) فقد بين أبقراط بما قال مع ما بين السبب الذي من قبله كان حدوث ما حدث من الجمر بمدينة قرانون PageVW6P049A في الصيف. (14) وذلك أن زوال مزاج * الزمان (268) كان عن مزاجه الطبيعي لم يكن باليسير لكنه صار إلى حال تسرع معها العنوفة إلى كل ما كان من طبعه أن يعفن. (15) وقد * تكتفى (269) الرطوبة إذا أفرطت في حدوث * الأمراض (270) أن تعفن كما قال أبقراط (16) إن الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات هي * حميات (271) طويلة واستطلاق البطن * وعفن (272) وأبلغ عملا * في (273) ذلك من الرطوبة الحرارة. (17) فإذا اجتمعتا جميعا وكانتا من القوة والإفراط على * مثل (274) ما كانتا عليه بمدينة قرانون. (18) * فليس (275) يبقى البدن سليما إلى الوقت * الثاني (276) لكن الآفة تسبق إليه في الوقت الأول. (19) * فأما (277) الشتاء القليل المطر الشمالي فقد * ينال (278) الأبدان منه بعض الأذى * كنحو (279) ما * وصف (280) أبقراط حين قال (20) فأما الشمال فتحدث السعال ووجعا * في (281) الحلوق والبطون اليابسة وعسر البول والاقشعرار والوجع * في (282) الأضلاع والصدر. (21) فأما مرض يعتد به فليس يحدث منه (22) لأنه مع سائر ما في * هذا (283) فإن حال الهواء التي * هي (284) أجف أصح من غيرها. (23) فقد قال أبقراط * إن (285) من حالات الهواء في السنة بالجملة حال احتباس المطر أصح من * حالات (286) كثرة المطر وأقل موتا. (24) فالشتاء PageVW0P151A * الشمالي (287) القليل المطر قد ينال الناس منه كما قلت أذا وهم بعد * مستقبلين (288) * ما (289) يعرض لهم من السعال واعتقال البطن وعسر البول والأوجاع العارضة في نواحي الصدر، (25) إلا أنه لا يحدث حميات ولا اختلاف دم ولا غير ذلك مما أشبهه فقل. (26) فلم لا تعرض الأمراض في الربيع إذا * كان (290) بعد هذا * مطرا (291) جنوبيا فإني أقول لك * إن (292) ذلك لا يكون لأن الشتاء كان قبله قوي البرد واليبس. (27) وقد قال أبقراط إنه لا ينبغي * لك (293) أن تقتصر على النظر في حال الهواء * الحاضر (294) دون أن تنظر مع ذلك من أي حال * إلى (295) أي حال * انتقلت (296) . (28) فإذا كان البدن قد تقدم فجف في الشتاء إذا كان قليل المطر شماليا فليس * أنه (297) يسلم من أن يعرض له الآفة من الأمراض الحادثة في الربيع فقط (29) لكنه مع ذلك قد ينتفع به لأنه إلى وقت ما إنما يعود إلى الاعتدال الطبيعي. (30) فإن دام الربيع كله على الرطوبة فإن البدن يصير بسببه إلى حال مضادة * للحال (298) * الأولى (299) أعني حال اليبس بعد مجاوزته للاعتدال المتوسط فيما بين * الحالين (300) ، (31) * فيلقاه (301) الصيف * وهو (302) مستعد لقبول الآفة والأرض بعد رطبة فبسبب ذلك يحدث رمد إذ كانت الرياح * التي (303) من عادتها أن تهب في كل سنة لم تحز لها بعد أن تهب (32) لأن تلك الرياح إنما من شأنها أن تهب من بعد ذلك الوقت ومن بعد طلوع الشعرى، (33) فيجب أن يحدث في ذلك الوقت كله الذي بين أول الصيف وبين طلوع الشعرى وهبوب الرياح التي تهب في كل سنة بعده حميات حادة * من (304) قبل أن الكيموسات التي في PageVW0P151B البدن تعفن لغلبة الرطوبة والحرارة ويعرض أيضا في ذلك الوقت الرمد واختلاف الدم، (34) وذلك بحسب * تهيئي (305) ما يمكن فيه من الأعضاء قبول الآفة. (35) فقد * تختلف (306) في الأبدان المختلفة الأعضاء التي تقرب من قبول الآفة وتبعد عنها PageVW6P049B * بحسب (307) اختلاف مزاج * الأبدان (308) . (36) وذلك أن الرمد يعرض لجميع الناس إلا * النادر (309) عندما يحدث في الرأس الامتلاء إلا أن تكون * العينان (310) * قويتين (311) جدا. (37) وأما اختلاف الدم فيعرض كما قال أبقراط لأصحاب الطبائع الرطبة * وللنساء (312) لأن النساء أيضا أرطب طبائع من الرجال. (38) * فإذا (313) * كنا (314) على هذا المثال الذي وصفنا في فصولنا هذه * فإنا (315) إنما نذم من * قبل (316) هذه الحال تعفينها للأبدان فبين أن حدوث العفن في الأبدان * الرطبة (317) أولى، (39) لأن الرطوبة هي الشيء الذي يعفن في البدن والرطوبة في * العفن (318) بمنزلة العنصر والحرارة * له (319) بمنزلة القوة * الفاعلة (320) . (40) فأما رطوبة الهواء فمن قبل أنها تمنع من أن يجف فضل رطوبة البدن قد يعين القوة الفاعلة للعفونة على التعفين. (41) فليس أذن بعجب أن يكون أصحاب الطبائع الرطبة أولى بأن ينالهم الضرر من هذه الحال التي وصفنا من حالات الهواء. (42) ولذلك قال * (321) إن أكثر ما تعرض الحميات لأصحاب * البلغم (322) من قبل أنه يجب ضرورة أن يكون أولائك أرطب. (43) ومتى عفن شيء في البدن ثم بقي في جوفه حدثت * منه (323) الحميات، (44) فإن خرج من الأمعاء حدث منه اختلاف الدم، (45) وهذه الأمراض تكون في الصيف كله إلا أن يحدث تغير ما عند طلوع الشعري، (46) وقد وصف PageVW0P152A ذلك أبقراط في كتابه في الهواء والماء والمواضع من بعد الكلام الذي وصفته من ذلك الكتاب قبيل الذي آخره. (47) وأما اختلاف الدم فحري * بأن (324) يعرض للنساء ولأصحاب أرطب * الطبائع (325) . (48) فقد أتبع هذا * القول (326) بأن قال «فإن حدث بعد طلوع الشعري مطر وشتاء وهبت الرياح التي تهب في كل سنة في ذلك الوقت فقد يرجا سكون * تلك (327) الأمراض وأن يكون الخريف صحيحا. (49) وإن لم يحدث ذلك لم يؤمن وقوع الموت بالصبيان والنساء. (50) فأما التكهلون فأبعد الناس من ذلك ومن أفلت من ذلك فلا * يؤمن (328) أن يقع في حمى ربع * ومن (329) حمى ربع في الاستسقاء». (51) وسنبحث عن هذا الكلام الذي زاده في هذا الباب في كتابه في الهواء والماء والمواضع إذا صرنا إلى * تفسير (330) ذلك الكتاب. (52) فأما ما قاله في هذا الفصل فقد فسرناه تفسيرا كافيا ما خلا لفظة * واحدة (331) منه وهي قوله «ضرورة»، (53) فقد ألحق هذه اللفظة مع * إلحاقه (332) إياها في كتاب الفصول في كتابه في الهواء والماء والمواضع فدل بها أن وصفه بما وصف في هذا الكتاب إنما اعتمد فيه ووثق به بطريق القياس على طبائع الأمور لا بطريق الرصد والتجربة فقط. (54) * وكم (333) من مرة ترى كان يمكنه أن يرى هذه الحال من حالات الهواء وفي * كم (334) بلد لعله كان يمكنه أن يراها مرتين أو ثلاثة أو أربعة ولو قلت إنه PageVW6P050A كان يمكنه أن يراها مرارا كثيرة لما كان يقدر أن يقول إن الحال فيها * دائما (335) تكون على ما وصفت كما أنك لو رأيت خمسة أنفس أو ستة أو سبعة قد أسهلهم * دواء (336) من الأدوية لما قدرت أن تحكم حكم * تجربة (337) أن كل من * شرب (338) ذلك * الدواء (339) أسهله ضرورة. (55) فقد تبين من ذلك أن أبقراط إنما أتبع PageVW0P152B القياس على طبيعة الأمور لا طريق * الرصد (340) والتجربة * فقط (341) في قوله فيجب ضرورة أن تحدث في الصيف حميات حادة ورمد واختلاف دم.
12
[aphorism]
Shafi 585