ولا يتوهم العض إلا لما كان فما.
وقالت الخنساء :
تعرقني الدهر نهشا وحزا
وأوجعني الدهر قرعا وغمزا (2)
ولم ترد خنساء أنه ينهش بفم ولا ناب ، ولا يتوهم ذلك أحد من الحمقاء فضلا عن ذوي الألباب ، ولا يتوهم الحز ولا الغمز بكف ذات أصابع ، ولا القرع بقرع من مقارع.
وقالت هند بنت عتبة (3) ترثي أباها :
وكان لنا جبلا راسيا
طويل المزاد كثير العشب (4)
وقال بعض الشعراء بعد الإسلام :
معن بن زائدة الذي زيدت به
شرفا على شرف بنو شيبان
وقد علم أنه ليس أحد من الرجال ، بجبل مما يعرف من الجبال ، ولما جعلوه جبلا وصفوه بما يمكن من صفة الجبل في العشب والمرعى ، وتمنع الأركان وصعوبة الذرى ، وجاز ذلك كله عندهم في المثل ، وكذلك فقد يمكن مثل ذلك في العرش وما ذكر من الحملة له والحمل.
وفي ضرب الأمثال ، وما يجوز منها في المقال ، ما يقول امرؤ القيس بن حجر :
أميمة إن الدهر في وثباته
أصاب جيادا نابه ومخالبه (6)
Shafi 678