Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
{ فويل } تفريع على قوله يسمعون كلام الله ثم يحرفونه يعنى ان الذين يسمعون كلام الله ثم يحرفونه يكتبون الكتاب بأيدى أنفسهم اى بأيد منسوبة الى أنفسهم لا الى الله ولا الى أمر الله فويل { للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } او تفريع على مجموع سماع كلام الله وتحريفه وعدم ادراك جهة حقانية من الكتاب وانحصار ادراكهم فى الجهة الباطلة يعنى ان الذين لا يعلمون من الكتاب الا الجهة الموافقة لآمالهم لا يكتبون الكتاب على الصحائف الجسمانية الا بأيديهم المسخرة لانفسهم، او لا يكتبون الكتاب على صحائف أذهانهم الا بأيد مسخرة لأنفسهم الامارة بالسوء لا بأيد منسوبة الى الله، او الى أمر الله فويل للذين يكتبون الكتاب بأيدى أنفسهم من دون مدخلية لله ولأمر الله فيه { ثم يقولون } افتراء ظاهرا { هذا } المكتوب بأيدينا المسخرة تحت الانفس المسخرة للشيطان { من عند الله } وليس من عند الله بل هو من عند الشيطان فانه جرى اولا منه على الأنفس المحكومة له ثم منها على الأوهام ثم على الألسن او الأيدى فهو من عند الشيطان وهم يفترون بان يقولوا: هذا من عند الله { ليشتروا به ثمنا قليلا } من الاعراض الدنيوية والاعراض الاعتبارية والاغراض النفسانية من التبسط والجاه والتحبب وغيرها { فويل لهم مما كتبت أيديهم } من الالفاظ والنقوش الملقاة من الشيطان على صدورهم فانها أسباب تمكن الشيطان منهم { وويل لهم مما يكسبون } من الثمن القليل فانه أشد حرمة من كل حرام لانهم توسلوا بآلات الدين الى الاغراض النفسانية وجعلوا آلة الدين شركا للدنيا، وصاروا أضر على ضعفاء العقول والدين من جيش يزيد على أصحاب الحسين (ع).
[2.80]
{ وقالوا } عطف على قد كان فريق { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } يعنى افتطمعون ان يؤمنوا لكم والحال أنهم قائلون بان النار لن تمسنا الا اياما معدودة ليتمكنوا من آمالهم وانتم داعون لهم الى ترك الشهوات ورفض الآمال { قل } يا محمد (ص) لهم: ان هذا القول لا يكون الا عن مشاهدة النار وأصحابها وأنهم ما مستهم النار الا اياما، ولستم أهل المشاهدة، او عن عهد من الله وصل اليكم بلا واسطة، او بواسطة الانبياء، او عن افتراء على الله تعالى فسلهم { أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده } يعنى ان اتخذتم عهدا فلن يخلف الله عهده او المعنى فسلهم الن يخلف الله عهده { أم تقولون على الله ما لا تعلمون } لكن ليس لكم عهد عند الله ولستم مدعيه فبقى انكم تفترون على الله وتستحقون به شدة العذاب فضلا عن دوامه.
[2.81]
{ بلى } جواب عن ادعائهم ان العذاب ليس بدائم { من كسب سيئة } اصله سيوء على وزن فيعل والتاء للنقل مثل تاء الحسنة، وسيئة الانسان ما لا يلائم انسانيته سواء كان ملائما لنفسه وحيوانيته ام لا، وأتى بالكسب المشير الى بقاء السيئة دون الاتيان والفعل والعمل الدالة على حدوثها للاشارة الى ان المستلزم لدخول النار والخلود فيها هو الاثر الحاصل فى النفس من فعل السيئة لا الحركات والافعال الغير القارة زمانين { وأحاطت به خطيئته } ولما كان كسب السيئة والاثر الباقى منها فى النفس غير كاف فى استلزام الخلود ما لم يسد طرق الخروج الى الجنان بتمامها أضاف اليه احاطة الخطيئة والخطيئة الاثم عدل الى الاسم الظهر لاقتضاء مقام الوعيد التطويل وتكرار لفظ القبيح والاتيان بالالفاظ العديدة القبيحة { فأولئك أصحاب النار } مصاحبين مجانسين لها ولم يكتف بالصحابة المشعرة بالسنخية المشيرة الى الخلود وصرح بالخلود مؤكدا للتطويل والتشديد فقال تعالى: { هم فيها خالدون } لما كان المقام هاهنا مقتضيا للاهتمام بالوعيد للرد على المغرورين بانكار الخلود قدم الوعيد وأتى بلفظ من المشتركة بين الشرطية والموصولة وأتى فى الخبر بالفاء المؤكدة للتلازم وأتى فى الوعد بصريح الموصول ولم يأت بالفاء فى الخبر بخلاف ما سبق من قوله تعالى: { فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والذين كفروا وكذبوا بآياتنآ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }؛ فان المقام هناك يقتضى الاهتمام بالوعد دون الوعيد.
[2.82-83]
{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات } قد مضى بيان للايمان والعمل الصالح { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } اذكروا يا بنى اسرائيل او يا امة محمد (ص) او الخطاب عام لمن يتأتى منه الخطاب او ذكر يا محمد (ص) بنى اسرائيل او أمتك او مطلق الخلق { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } على أيدى أنبيائهم فى ضمن البيعة العامة او الخاصة، وقد سبق انه كلما ذكر عهد وعقد وميثاق فالمراد هو الذى يكون فى ضمن البيعة { لا تعبدون إلا الله } امثال هذه العبارة تستعمل على ثلاثة أوجه بعد ذكر أخذ الميثاق؛ الاول - ان تكون على صورة الاخبار ايجابا او نفيا. والثانى - ان تكون على صورة الانشاء امرا او نهيا. والثالث - ان يكون الفعل عقيب لفظ ان وقد قرء هاهنا بالوجوه الثلاثة فان كان على صورة الاخبار فاما ان يكون بمعنى الانشاء بتقدير القول اى أخذنا ميثاق بنى اسرائيل قائلين: { لا تعبدوا } ، ويؤيد هذا الوجه عطف قولوا، واقيموا، وآتوا؛ عليه، واما بمعنى الاخبار بتقدير ان المصدرية والمعنى أخذنا ميثاقهم على ان لا يعبدوا، او لان لا يعبدوا؛ او يكون بدلا من الميثاق ولا اشكال على قراءة لا يعبدون بالياء، واما على قراءة لا تعبدون بالتاء فهو على حكاية الحكاية الماضية من غير تغيير او هو بمعنى الاخبار على الحالية والمعنى أخذنا ميثاقهم حال كونهم لا يعبدون او حال كوننا قائلين لهم { لا تعبدون إلا الله } { و } تحسنون { وبالوالدين إحسانا }.
تحقيق الوالدين والنسبة الروحانية
اعلم ان الانسان ذو مراتب كثيرة وكل مرتبة منه ذات اجزاء كثيرة طولية وعرضية، ولكل مرتبة منه سبب ومعد لوجودها غير السبب والمعد لوجود الاخرى؛ فالمعد لوجود مرتبته الجسمانية هو والداه الجسمانيان وكل من انتسب اليهما بتلك النسبة كان مناسبا له ومناسبته تسمى بالاخوة، والسبب لوجود مرتبة صدره المنشرح بالكفر هو الشيطان او من يناسب الانسان من جنود الشيطان الذين هم اهل عالم الظلمة والمنسوبون الى الجان ابى الجان، ومرتبة نفسه القابلة المستعدة لتصرف الشيطان وبتصرف الشيطان وتأثر نفسه يفاض من الرحمن قوة مناسبة لتلك النفس، والشيطان وكل من يناسبه من هذه الجهة فهو اخ له، وسبب وجود مرتبة صدره المنشرح بالاسلام هو الملك ومرتبة نفسه القابلة المستعدة لذلك، وبتصرف الملك وتأثر نفسه يفاض من الله قوة مناسبة لتلك النفس هذا بحسب التكوين واما بحسب التكليف فأبوا مرتبة صدره المنشرح بالكفر هما اللذان يبايعان البيعة العامة معه من غير اذن واجازة لكن الانسان فى تلك المرتبة بتلك النسبة ولد لغاية ومنفى النسبة كما انه بحسب التكوين فى مرتبته الجسمانية ايضا كذلك، وأبوا مرتبة صدره المنشرح بالاسلام هما اللذان يبايعان معه البيعة العامة بالاذن والاجازة من الله او من خلفائه، وكل من يناسبه من جهة تلك النسبة فهو أخ له، وسبب وجود مرتبة قلبه جبرئيل العقل ومريم النفس المنشرحة بالاسلام، وبنفخ جبرئيل العقل فى جيب مريم النفس ينعقد عيسى القلب ويتولد من ساعته ويتكلم فى المهد صبيا؛ هذا بحسب التكوين، وأما بحسب التكليف فأبوا مرتبة قلبه هما اللذان يبايعان معه البيعة الخاصة الولاية والمناسب للانسان من جهة تلك النسبة أخ له، وهكذا المراتب الاخر منه، ونسبة كل نسبة الى ما فوقها كنسبة الجسم الى الروح واللغة الروحانية كاللغة الجسمانية منفية النسبة ومنفية الحكم وقد يعتبر النسبة الفاسدة ويطلق الابوة عليها بحسب اصل النسبة لا صحتها كما اعتبر النسبة فى قوله تعالى:
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم
Shafi da ba'a sani ba