Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
{ ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت } فلا تعتدوا ايها اليهود ولا تعتدوا يا امة محمد (ص) فتعاقبوا بمثل عقوبتهم { فقلنا لهم كونوا } بالامر التكوينى { قردة خاسئين } بعيدين من كل خير او صاغرين او بمعنى أعم منهما.
[2.66]
{ فجعلناها } اى المسخة او العقوبة التى أخزيناهم بها او الامة الممسوخة كما فى الخبر { نكالا } زجرة وعبرة مانعة عن الاعتداء والمخالفة { لما بين يديها } للامم الماضية فان الامة الممسوخة الحاضرة بتوجههم الى الآخرة ووجود الامم الماضية فى الآخرة وعالم المثال متوجهون الى الامم الماضية وهم بين أيديهم، وكونها عبرة لهم باعتبار أخبار أنبيائهم عن الامم الآتية واعتدائهم؛ وعلى هذا فقوله تعالى { وما خلفها } عبارة عن الامم الحاضرة فى زمان الممسوخة والامم الآتية فان الممسوخة بتوجههم فطرة الى الآخرة مستدبرون عن الدنيا ومن فيها ومن سيقع فيها وان كانوا متوجهين الى الدنيا اختيارا، او المراد بما بين يديها الامم الحاضرة فى زمان المسخ والامم الآتية فان الحاضرة حاضرة بين أيديهم والآتية باعتبار مرور الممسوخة اعلى الزمان واستقبالهم عليها كأنها حاضرة بين أيديهم فقوله تعالى: وما خلفها؛ عبارة عن الأمم الماضية، او المراد بما بين يديها الحاضرون فى زمان الممسوخة وبما خلفها الآتون؛ او المراد القرى القريبة والبعيدة، او المراد بالنكال العقوبة التى هى معناه حقيقة؛ والمعنى جعلناها عقوبة لمعصيتهم الحاضرة والماضية { وموعظة } تذكيرا وتنبيها على العواقب او عبرة او نصحا او حثا على التقوى والطاعات او تخويفا عن المعاصى والاغترار بالدنيا { للمتقين } فان غيرهم لا يتنبهون ولا يتعظون فلا ينتفعون فلا ينظر اليهم. وتأتي قصة المعتدين فى السبت ومضى فى اول السورة تحقيق معنى التقوى { و } اذكروا يا بنى اسرائيل او يا أمة محمد (ص) او ذكر بنى اسرائيل او أمتك قصة القتيل واحياءه على يد موسى (ع) حتى تعلموا ان ما قاله موسى (ع) حق وان اخباره بنبوة محمد (ص) وولاية على (ع) ليس مما لا يكترث به.
[2.67]
{ وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم } لاحياء المقتول وإخباره بقاتله { أن تذبحوا بقرة } فتضربوا ببعضها هذا المقتول.
وقصته أنه كان فى بنى اسرائيل امراة حسناء ذات شرف وحسب ونسب كثر خطابها وكان لها بنو أعمام ثلاثة فرضيت بأفضلهم فاشتد حسدا بنى عمه الآخرين فعمدا اليه فدعوه وقتلاه وحملاه الى محلة مشتملة على اكثر قبيلة من بنى اسرائيل فألقياه فيها ليلا فلما أصبحوا وجدوا قتيلا وعرفوه فجاء ابنا عمه القاتلان ومزقا على أنفسهما واستعديا عليهم فأحضرهم موسى (ع) وسألهم فأنكروا قتله وقاتله فالزم موسى (ع) اماثل القبيلة ان يحلف خمسون منهم بالله القوى الشديد آله بنى اسرائيل مفضل محمد (ص) وآله الطيبين على البرايا اجمعين انا ما قتلناه ولا علمنا له قاتلا فان حلفوا غرموا دية المقتول وان نكلوا نصوا على القاتل او اقر القاتل فيقاد منه، فان لم يحلفوا حبسوا فى مجلس ضنك الى ان يحلفوا او يقروا او يشهدوا على القاتل، فقالوا: يا نبى الله اما وقت ايماننا اموالنا ولا اموالنا ايماننا؟ - قال: لا؛ هذا حكم الله، فقالوا: يا نبى الله عزم ثقيل ولا جناية لنا وأيمان غليظة ولا حق فى رقابنا، فادع الله عز وجل ان يبين لنا القاتل وينكشف الامر لذوى الالباب وينزل به ما يستحقه فقال موسى: ان الله قد حكم بذلك وليس لى ان اقترح عليه غير ما حكم به بل علينا ان نسلم حكمه وهم بأن يحكم عليهم بذلك فأوحى الله تعالى اليه ان أجبهم وسلنى ان أبين لهم القاتل فانى اريد ان أوسع بئجابتهم الرزق على رجل من خيار أمتك دينه الصلاة على محمد (ص) وآله الطيبين (ع) ليكون بعض ثوابه عن تعظيمه لمحمد (ص) وآله (ع) ونسب الى الصادق (ع) ان الرجل كان له سلعة وجاء قوم يطلبون سلعته وكان مفتاح بيته فى تلك الحال تحت رأس أبيه وهو نائم فكره ان ينبهه وينغص عليه نومه فانصرف القوم ولم يشتروا سلعته فلما انتبه ابوه قال: يا بنى ما صنعت فى سلعتك؟ - قال: هى قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أزعجك من رقدتك وانغص عليك نومك قال له ابوه: قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك وشكر الله تعالى للابن ما فعل بأبيه فأمر الله جل جلاله موسى (ع) ان يأمر بنى اسرائيل بذبح تلك البقرة بعينها ليظهر قاتل ذلك الرجل الصالح فلما اجتمع بنو اسرائيل الى موسى (ع) وسألوه، قال: { ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة } ليحيى ذلك القتيل تعجبوا و { قالوا } يا موسى { أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } فان الاستهزاء من صفات الجاهل ونسبة امر الى الله لم يكن منسوبا اليه ليست من وصف العاقل.
[2.68]
{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } ما وصفها فان ما هى كما هو سؤال عن حقيقة الشيء ومهيته يكون سؤالا عن صفة الشيئ ومميزاته العرضية { قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض } اى لا مسنة ولغلبة الاسمية عليه لم يأت بتاء التأنيث { ولا بكر } لا صغيرة { عوان بين ذلك } المذكور من الفارض والبكر { فافعلوا ما تؤمرون } ولا تكثروا السؤال عنها حتى يشدد عليكم.
[2.69]
{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفرآء فاقع لونها } شديد الصفرة مستحسنا بحيث لا يضرب الى السواد ولا الى البياض { تسر الناظرين } لحسنها وبريقها.
Shafi da ba'a sani ba