Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
{ إنما يستجيب الذين يسمعون } يعنى الذين يستعدون للقبول فبقدر سببية القابل فى الفعل لهم سببية فى ضلالهم وهديهم ولما توهم من ان المستعد يجيب وغير المستعد لا يجيب انه لا ينبغى لغير المستعد دعوة ولا امر ولا نهى ولا يلزم عليه ذم ولوم فأجاب عنه وقال { والموتى } الذين لا استعداد لهم والمتوقفون فى مراقد طبعهم اذا جاهدوا { يبعثهم الله } من مراقد طبعهم { ثم إليه يرجعون } فيسمعون بعد التوجه اليه ويجيبون بعد السماع ليس الموت للموتى حتما ولا الحيوة للاحياء حتما.
[6.37]
ولا يشعرون قدرة الله على ذلك ولا يشعرون الآيات وان الله اجل من ان يقترح عليه شيء وعدم علمهم لكونهم موتى.
[6.38]
{ وما من دآبة في الأرض } توصيفه بوصف الجنس وكذا ما بعده للاشارة الى ارادة الجنس { ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم } مخلوق مرزوق مدبر والتناسخية يتوسلون بامثال هذا فى رواج مذهبهم والمقصود ذمهم على عدم العلم وان الحيوانات العجم مثلكم فى كل جهة وتميزكم عنها بالعلم والاشتداد فيه فاذا لم تكونوا تعلمون فلا تميز بينكم { ما فرطنا في الكتاب من شيء } اى فى اللوح المحفوظ الذى هذا القرآن صورته التامة فما فرط فيه ايضا من شيء وسائر الكتب صورته الناقصة ولذا كان مهيمنا على الكل ناسخا له، وهو من فرط الشيء بمعنى ضيعه واهلمه لا من فرط فى الشيء بمعناه حتى يكون فى الكتاب مفعوله ومن شيء مفعولا مطلقا بل فى الكتاب ظرف ومن شيء مفعول به، لان المقصود عدم اهمال شيء فى الكتاب بترك ثبته فيه وهو يستفاد صريحا اذا جعل من شيء مفعولا به، واما اذا جعل مفعولا مطلقا فلا يستفاد الا التزاما والمقصود انا كما احصيناكم فى الكتاب واحصينا ارزاقكم وآجالكم كذلك احصيناهم لا فرق بينكم الا بالعلم وعدمه { ثم إلى ربهم يحشرون } كما تحشرون.
[6.39]
{ والذين كذبوا بآياتنا } عطف على محذوف اى فالذين آمنوا بآياتنا وصدقوها خارجون من صمم الحيوانات وبكمها وظلماتها بامتيازهم بالعلم عنها، والذين كذبوا بآياتنا التدوينية والتكوينية الآفاقية وعلى (ع) اعظمها والانفسية والعقل اعظمها وهو مظهر على (ع) { صم وبكم } مثل سائر الدواب وليس الفرق بينهم الا بالايمان والعلم { في الظلمات } زائدا على سائر الدواب فانها غير خارجة من انوار نفوسها الضعيفة بخلاف الكافر بالولاية فانه يخرج من نوره القوى الذى هو نور النفس الانسانية وهو جهة العلم والايمان الى ظلمات الجهل الساذج ثم ظلمات الجهل المركب ثم ظلمات الاهوية الفاسدة ثم ظلمات الطبع ثم استدرك توهم ان فى ملكه، ما ليس بمشيته بقوله تعالى { من يشإ الله يضلله } ويجعله اصم وابكم وفى الظلمات { ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم } الصراط المستقيم كما سبق هو طريق الولاية وطريق القلب الى الله وهو الولاية التكوينية وصاحب الولاية طريق ايضا بمراتبه المنتهية الى الله والاصل فى صاحبى الولاية على (ع) وطريق القلب وطريق الولاية وصاحب الولاية متحدة والتغائر اعتبارى فصح تفسير الطريق المستقيم بالولاية وبعلى (ع) كلما وقع كما فسروه لنا، فالمعنى من يشأ الله يضلله عن الولاية ومن يشأ يجعله على ولاية على (ع).
[6.40]
{ قل أرأيتكم } هذه اللفظة لكثرة استعمالها صارت كالمثل فلا يتغير الضمير المرفوع بحسب حال المخاطب وقد يلحق صورة الضمير المنصوب بها وقد لا تلحق واذا لحقت يلحظ فيها كثيرا حال المخاطب وهى حرف خطاب او ضمير نصب تأكيد للضمير المرفوع او مفعول اول لرأيت واذا كانت حرفا للخطاب او تأكيدا للضمير المرفوع فمفعولا رأيت كانا محذوفين، او جملة الشرط والجزاء قائمة مقامهما معلقا عنها رأيت، او جملة غير الله تدعون معلقا عنها واذا كانت مفعولا اولا فالمفعول الثانى محذوف او هو جملة الشرط والجزاء او جملة غير الله تدعون معلقا عنها مفعولا واذا كانت اولا فالمفعول الثانى محذوف او هو جملة الشرط والجزاء او جملة غير الله تدعون معلقا عنها العامل ولما كان الاستفهام استخبارا او كانت هذه الكلمة غير باقية على صورتها ومعناها الاصيلين صار المقصود الاستخبار من مضمون ما بعدها من غير نظر الى مضمون نفسها فكأنه قال اخبرونى { إن أتاكم عذاب الله } فى الدنيا والآخرة او المنظور منه عذاب الدنيا فقط لاشعار الساعة بعذاب الآخرة { أو أتتكم الساعة } فسرت الساعة بساعة الموت وساعة ظهور القائم عجل الله فرجه وبساعة القيامة والكل صحيح اذا المقصود إتيان حالة لا يثبت فيه الخيال ويفر الهوى والآمال وهذه الحالة تكون فى كل من هذه { أغير الله تدعون } يعنى لا تدعون فى هذه الحال الا الله المتعال لان كل ما سواه مما هو متشبث الخيال ومعتمد الهوى والآمال ينسى ولا يبقى فى تلك الحالة الا الفطرة الانسانية المفطورة على دعاء الله وجواب الشرط محذوف او هو جملة اغير الله بحذف الفاء { إن كنتم صادقين } فى اشراك الاصنام او الكواكب فى الآلهة والجملة معترضة وجواب الشرط محذوف والتقدير ان كنتم صادقين فادعوا غير الله فى تلك الحال.
[6.41]
Shafi da ba'a sani ba