253

Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Nau'ikan

{ يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا } اضاف الرسول الى نفسه فى الموضعين تشريفا له وتهويلا لمخالفيه { يبين لكم } ما تحتاجون اليه او المفعول منسى { على فترة من الرسل } حال من رسولنا او من المستتر فى يبين، او من الضمير فى لكم او متعلق بجاءكم او يبين على تضمين معنى يورد والمراد فتور احكام الرسل (ع) لعدم ظهورهم واختفاء اوصيائهم لا انقطاع الوحى وانقطاع الحجة كما هو مذهب العامة فانه كان بين عيسى (ع) ومحمد (ص) انبياء (ع) واوصياء (ع) كان اكثرهم مغمورين غير ظاهرين وكان دينه فى نهاية الخفاء وان كانت ملته ظاهرة غالبة وقيل: كان بين ميلاد عيسى (ع) ومحمد (ص) خمسمائة وتسع وستون سنة وكان من تلك المدة مائة واربع وثلثون زمان ظهور الرسل والباقى زمان الفترة وهذا احد الاقوال، وقيل: مدة الفترة كانت ستمائة سنة وقيل: خمسمائة وستين، وقيل: اربع مائة وبضعا وستين وقيل: خمسمائة وشيئا { أن تقولوا } كراهة ان تقولوا او لئلا تقولوا { ما جآءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم } الفاء للسببية فان التقدير لا تعتذروا بذلك فقد جاءكم { بشير ونذير والله على كل شيء قدير } فيقدر على ارسال الرسول حين الفترة، او يقدر على انطاق جوارحكم ان تنكروا مجيء الرسول وتبليغه، او يقدر على عذابكم ان تنكروا رسوله ولا تقروا به.

[5.20]

{ وإذ قال موسى لقومه } عطف على مقدر هو لا تعتذروا المقدر السابق اى لا تعتذروا واذكروا ما قال موسى (ع) لقومه حتى تذكروا نعمة وجود الرسول (ع) فيكم ولا تخالفوا قوله والمقصود التعريض بامة محمد (ص) بتذكير حال امة موسى (ع) والنعم التى انعم الله بها عليهم وابائهم عن امر موسى (ع) وضلالتهم فى التيه اربعين سنة حتى يتنبهوا للنعم التى انعم الله بها عليهم ولا يخالفوا قوله ولا يخرجوا من امره فى على (ع) فلا يضلوا كما ضل قوم موسى (ع) { ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبيآء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } من فلق البحر وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى وغير ذلك.

[5.21]

{ ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة } يعنى الشام { التي كتب الله لكم } ان تكون مسكنا لكم فخالفوا وحرموا ودخلها أبناء أبنائهم كذا نقل { ولا ترتدوا } من طريق الارض المقدسة التى هى الشام او ارض القلب { على أدباركم فتنقلبوا خاسرين } كما قال نبينا (ص) لامته هذه المقالة فى على (ع) فأبوا الا الارتداد.

[5.22-23]

{ قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها } لعدم طاقتنا لمقاومتهم { فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان } يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ابنا عمه وقيل: رجلان من اهل الشام اسلما بموسى (ع) { من الذين يخافون } يتصفون بالخوف او يخافون سخط الله { أنعم الله عليهما } معترضة او حال { ادخلوا عليهم الباب } يعنى باغتوهم حتى لا يتمكنوا من الاصحار او قووا قلوبكم ولا تنظروا الى عظم جثتهم فانهم اجسام خالية عن الجرأة { فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } يعنى ان الايمان يقتضى التوكل عليه فهو شرط للتهييج.

[5.24]

{ قالوا ياموسى إنا لن ندخلهآ أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } هذا الكلام منهم لغاية حماقتهم واعتقادهم ان الله هو واحد مثلهم لكنه يقدر على ما لا يقدرون فقالوا خوفا من الجبابرة: اذهب انت وربك، وقيل: هذا القول منهم كان استهزاء بالله ورسوله وعدم مبالاة بهما.

[5.25]

Shafi da ba'a sani ba