252

Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Nau'ikan

{ يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب } كتاب النبوة بصورة التوارة والانجيل تعريض بامة محمد (ص) واخفائهم بعده كثيرا من الكتاب وبتبيين على (ع) لهم ما يخفون، وقد ذكر فى نزول الآية

" انه كان فى زان وزانية محصنين من اشراف اليهود وكرهوا رجمهما فسألوا محمدا (ص) عن ذلك فقال (ص): " حكمهما الرجم " ، فأبوا ورضوا بابن صوريا وكان أعلم اليهود فسأله محمد (ص) عن ذلك فقال: " نعم هو الرجم " فأمر بهما النبى فرجما عند باب مسجده "

{ ويعفوا عن كثير } يعرض عنه ولا يظهره { قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين } تأكيد للجملة الاولى ولذا لم يأت بالعطف، وكونه تأكيدا اذا كان المراد بالنور الولاية وبالكتاب النبوة ظاهر، فان الرسول صاحب الولاية والنبوة، واذا كان المراد بالنور امير المؤمنين (ع) وبالكتاب القرآن ايضا ظاهر، لان الرسالة تستلزم ما به الرسالة وما لأجله الرسالة والاول الكتاب والثانى الولاية، وعلمت سابقا انها من شؤن الولى ومتحدة مع على (ع).

[5.16]

{ يهدي به الله } توحيد الضمير ان كان راجعا الى الكتاب او النور ظاهر، وان كان راجعا اليهما كان باعتبار ان الكتاب ليس الا ظهور النور { من اتبع رضوانه } هو ولاية على (ع) والبيعة له كما اشير اليه فى قوله: ورضيت لكم الاسلام دينا يعنى يهدى بالكتاب من بايع عليا (ع) بالبيعة الولوية { سبل السلام } طرق الله او طرق السلامة { ويخرجهم من الظلمات } المتراكمة التى فى مرتبة النفس { إلى } عالم { النور } وهو فسحة عالم الروح { بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } وهو المراتب النوارنية لعلى (ع) التى معرفتها معرفة الله تعالى.

[5.17]

{ لقد كفر الذين قآلوا إن الله هو المسيح ابن مريم } قيل انهم فرقة منهم وهم اليعقوبية يقولون باتحاده تعالى مع عيسى (ع) لكن نقول: اعتقاد النصارى ان عيسى (ع) فيه جوهر آلهى وجوهر آدمى وباعتباره الآلهى يقولون هو الله ومرادهم تأكيد اتحاده مع عيسى (ع) باعتبار جوهره الآلهى ويقولون: هو باعتبار جوهره الآدمى ابن ومولود وجسم ومقتول ومصلوب، هذا اعتقاد محققيهم، وأما اتباعهم فلا يعرفون منه الا مقام بشريته ويقولون: هو الله ومقصودهم مقام بشريته { قل } يا محمد (ص) للرد عليهم ان كان الامر كما تقولون { فمن يملك من الله شيئا } مفعول يملك ومن الله حال منه مقدم عليه، والمعنى لا يقدر احد على شيء مما يملكه الله بتغييره او دفعه فان الملك عبارة عن قدرة التصرف فى المملوك، وان كان فى عيسى (ع) جوهر آلهى كان قادرا على التغيير والدفع { إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا } بيان لحال النصارى وقالهم وتوهين لهم وتعريض بالغالى من امة محمد (ص) وبالقائلين منهم بالاتحاد والحلول وحق العبارة ان يقال: لو اراد ان يهلك المسيح وامه لأن المسيح وأمه كانا قد مضيا لكنه تعالى اداه بصورة الشرط المستقبل لفرض الحال الماضية حاضرة، او لاعتقادهم ان عيسى (ع) حى فى السماء قاعد على يمين ابيه وكذلك امه، او للاشارة الى انه حى بحيوته الطبيعية فى السماء الرابعة { ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما } استيناف او حال لبيان عدم المانع له من ارادته ونفاذ أمره وللدلالة على ان المسيح مملوك له والمملوك لا يكون آلها ولا ولدا للمالك { يخلق ما يشآء } فلا غروان يخلق عيسى (ع) من انثى بلا ذكر ولا دلالة فيه على كونه آلها او ابنا كما تمسكوا به، بل فيه دلالة على آلهة الخالق الذى خلقه بلا ذكر نقضا لما قاله الطبيعى { والله على كل شيء قدير } فيقدر على خلق الانسان بلا اب وعلى اهلاك من فى الارض جميعا، وخلق عيسى (ع) بلا اب يدل على عموم قدرته لا على آلهة عيسى (ع).

[5.18]

{ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه } بيان لحال الفريقين ومقالتهم الفضيحة، ووجه هذا الادعاء انهم قالوا من اقر به تعالى وتقرب لديه فهو ابنه الروحانى وقيل: مقصودهم من هذا انهم اشياع ابنيه المسيح (ع) وعزير (ع) وهو بعيد { قل } ردا لهم { فلم يعذبكم بذنوبكم } فى الدنيا بالمغلوبية وفى الآخرة بالنار دائما او اياما قلائل على زعمكم { بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشآء } منكم { ويعذب من يشآء } منكم على حسب اختلاف استعدادكم { ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما } بيان لتسويتهم مع غيرهم فى النسبة اليه، وتكراره ههنا وفى غير هذا الموضع لتمكينه فى قلب السامع ولأن كلا يقتضيه المقام المخصوص { وإليه المصير } بيان لمساواتهم مع غيرهم فى الانتهاء اليه.

[5.19]

Shafi da ba'a sani ba