237

Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Nau'ikan

{ ولن تستطيعوا } لفظة لن للتأبيد اشارة الى انه كالمحال { أن تعدلوا بين النسآء } فان العدل التسوية بينهن وهى ان كانت ممكنة بحسب الظاهر فليست بمقدورة بحسب ميل القلب { ولو حرصتم } على العدل بينهن، عن النبى (ص) انه كان يقسم بين نسائه ويقول:

" اللهم هذه قسمتى فيما أملك فلا تلمنى فيما تملك ولا املك "

{ فلا تميلوا كل الميل } بسراية ميل الباطن الى احديهن وكراهة الاخرى الى الظاهر فتجعلوا قسامتهن وغير قسامتهن مطابقة لميلكم الباطنى بهن { فتذروها } اى المكروهة { كالمعلقة } التى لا بعل لها ولا اختيار لها لنفسها، روى ان عليا (ع) كان له امرأتان وكان اذا كان يوم واحدة لا يتوضأ فى بيت الاخرى، فواحسرتاه على العدول الذين فى زماننا وقسامتهم بين ازواجهم كسائر موارد عدلهم.! { وإن تصلحوا } انفسكم بتقليل تفاوت الميل القلبى بقدر ما يمكن وتسوية الترحم عليهن باتصافكم بالرحمة التى هى من صفات الله { وتتقوا } عن الانزجار القلبى عمن تكرهونهن بالاغضاء عن نقائصهن ومعايبهن الذى هو المغفرة لهن صرتم متخلقين باخلاق الله ومستحقين لرحمته ومغفرته لتخلقكم بهما { فإن الله كان غفورا رحيما } فاقيم السبب مقام المسبب، او المعنى ان تصلحوا ما افسدتم بالميل الكلى وتتقوا عن الافساد فيما يأتى صرتم احقاء برحمته ومغفرته، او المعنى وان توقعوا الصلح وتتقوا عن الفرقة بالترحم عليهن والمغفرة لهن صرتم مستحقين لرحمه بقرينة مقابلته لقوله تعالى { وإن يتفرقا }.

[4.130]

{ وإن يتفرقا } بعد عدم الرضا بالصلح وعدم احسان الازواج { يغن الله كلا من سعته } بالازواج للرجال والازواج للنساء، او بصفات الملائكة وخصالهم فيسلو كل من الزوج بانساء الطبيعة عن المضاجعة وتقليل شهوة النكاح او بالاموال الدنيوية فيعطى كلا ما يغنيه، وحديث امر الصادق (ع) شاكيا من الفقر بالنكاح واشتداد الفقر عليه بعد النكاح وامره ثانيا بالفرقة وحصول الغناء له يدل على الاخير ولاينافى التعميم { وكان الله واسعا حكيما } عطف فيه معنى التعليل يعنى يقدر على التوسعة فى الازواج او فى الخصال او فى الاموال على فرض التفرق لانه واسع بحسب كل شيء ويأمركم بالاحسان والاغضاء لانه حكيم وفيما يأمركم به صلاحكم.

[4.131]

{ ولله } صدورا ورجوعا وملكا { ما في السماوات وما في الأرض } فيه ايضا معنى التعليل { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } فيه تأكيد أكيد للتقوى اشعارا بان ما ذكر على طريق المداراة معكم من التقوى عن سوء العشرة وعن الفرقة فهو وصية قديمة وجديدة فما لكم لا تتقون عن سوء العشرة وتنتهون فى امر ازواجكم الى الفرقة ولقد جمع الله فى هذه الوصية على سبيل الاجمال جميع ما ينبغى ان يوصى به فان تقوى الله عما لا يرضى ملاك ترك كل حرام ومكروه ومناط فعل كل واجب ومندوب { وإن تكفروا } وتخرجوا من السماء التى هى محل الطاعة الى الارض التى هى محل الشرك والمعصية فلا تخرجوا من مملكته حتى ينقص فيها شيء ولا حاجة له الى طاعتكم وتقويكم حتى لا يقضى بترككم حاجته، ولا يلحقه ذم بواسطة كفركم حتى يحتاج فى رفعه الى طاعتكم، ولا حاجة له الى حفظكم لنفسه ومملكته حتى تكونا بترككم الطاعة غير محفوظتين { فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا } فاقيم السبب مقام الجزاء.

[4.132]

{ ولله ما في السماوات وما في الأرض } تأكيد للسابق وتمهيد وتعليل لكونه وكيلا على كل شيء ومقتدرا على التصرف فى كل شيء بأى نحو شاء { وكفى بالله وكيلا } فلا حاجة له فى الحفظ الى طاعتكم.

[4.133]

Shafi da ba'a sani ba