229

Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Nau'ikan

{ والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم } ببذلها على المجاهدين وصرفها فى سبيل الخيرات وانقاقها على انفسهم فى الجهاد وصرف قواهم التى هى اموالهم الحقيقية وكذلك نسبة افعالهم واوصافهم الى انفسهم { وأنفسهم } باتعابها فى الجهاد واجهادها فى الخيرات والرياضات وهذا تهييج للمجاهد فى جهاده وترغيب للقاعد عن قعوده { فضل الله } جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما الفرق بينهما؟ - فقال: فضل الله { المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين } اظهر المجاهدين والقاعدين اشعارا بعلة الحكم وتكرارا لوصفها الداعى الى التفضيل تهييجا وترغيبا لهما، واظهر الاموال والانفس لانه تعالى اراد ان يعلق حكم التفضيل بدرجة واحدة على حالة بقاء نسبة الاموال والانفس اليهم حتى يظهر الفرق بين هؤلاء المجاهدين والمجاهدين الآتين، لانه ذكر هناك تفضيلهم على القاعدين بدرجات وما امكن الاشارة الى بقاء نسبة الاموال والانفس الا بالتصريح بهما واضافتهما اليهم، وقدم الاموال على الانفس لان المجاهد يقدم الاموال فى الجهاد دون نفسه ولانه مال تكن نسبة الاموال اولا لم تكن نسبة الانفس، وقدم القاعدين اولا واخرهم ثانيا لان السؤال كأنه كان عن حال القاعدين وانهم هل يبلغون درجة المجاهدين ام لا؟ بخلاف المجاهدين فان فضلهم كان معلوما.

واعلم انه لا فرق بين القاعد والمجاهد بالاموال والانفس الا بدرجة لانهما فى نسبة الاموال والانفس اليهما متساويان لكن القاعد لم يترك الراحة بالاموال والانفس والمجاهد الا بدرجة لانهما فى نسبة الاموال والانفس اليهما متساويان لكن القاعد لم يترك الراحة بالاموال والانفس والمجاهد ارتفع عنه درجة من حيث انه ترك الراحة بالاموال والانفس وهما بخلاف المجاهدين فى الآية الآتية ولذلك قيد ههنا التفضيل بقوله تعالى { درجة } واطلقه فى الآية الآتية { وكلا } منهما { وعد الله } المثوبة { الحسنى } اذا لم يكن القعود عن عذر، ولا اختصاص للآية بالقاعد والمجاهد الصورى بل تجرى فى المؤمن القاعد فى نواحى دار اسلامه او الواصل الى دار اسلامه التى هى الصدر والواقف فيها، وفى المؤمن المجاهد فى سبيل الله حال كونه فى حدود النفس باقيا عليه نسبة المال والنفس وحال كونه بلغ الى القلب وطرح نسبة المال والنفس عن نفسه وجاهد حتى طرح نسبة المال والنفس عن نفسه وقتل فى حضور الامام بفنائه فى شيخه فلا يرى فى ممالك وجوده غير شيخه وللمجاهد فى فنائه مراتب ودرجات، رزقنا الله وجميع المؤمنين ذلك { وفضل الله المجاهدين } المجردين عن نسبة الاموال والانفس بطرح تلك النسبة والفناء عن نسبة الاموال والصفات والانفس { على القاعدين أجرا عظيما } لا يحد بحد لان هؤلاء المجاهدين قد خرجوا عن الحدود.

[4.96]

{ درجات } عظيمة { منه ومغفرة } عظيمة بستر نسبة الافعال والصفات والانفس عنهم { ورحمة } عظيمة لانهم خرجوا عن دار السخط ودخلوا فى دار الرحمة وصاروا رحمة بانفسهم وقد علم وجه عدم الاتيان بالاموال والانفس ههنا { وكان الله غفورا رحيما } يعنى ان شيمته المغفرة والرحمة فلا اختصاص لمغفرته ورحمته بالمجاهدين المستحقين لهما بل تشملان القاعد الغير المستحق وفيه تهييج واطماع للقاعدين.

[4.97]

{ إن الذين توفاهم الملائكة } مستأنف جواب لسؤال مقدر كأن السامع لما سمع المغفرة والرحمة للقاعد توهم ان القاعد بجميع اقسامه مرحوم وسأل ذلك كأنه منكر لعذاب القاعد فقال تعالى مؤكدا بان واسمية الجملة دفعا لهذا الوهم: ان الذين توفاهم الملائكة { ظالمي أنفسهم } بعدم الخروج من دار الشرك التى هى نفوسهم الحيوانية مقصرين كانوا كالذين توعدهم بكونهم اصحاب الجحيم، او قاصرين كالذين اسثناهم الله.

اعلم انه تعالى اراد ان يبين اقسام العباد فى العبودية وعدمها بعد ما ذكر القاعدين والمجاهدين فانهم اما واقفون فى دار الشرك التى هى نفوسهم الامارة سواء كانوا فى دار الشرك الصورية ام فى دار الاسلام الصورية وقد اشار اليهم بقوله: ان الذين توفاهم الملائكة (الآية) او خارجون من بيوتهم التى هى بيوت طبائعهم ونفوسهم الامارة فى طلب من اسلموا على يده ومن قبلوا الاحكام القالبية منه واشار اليهم بقوله: ومن يخرج من بيته مهاجرا، الآية، ولما كان المقصود ممن يخرج من بيته الطالب للاسلام لم يأت بقوله: فى سبيل الله، لانه لم يكن بعد على سبيل الله واتى بقوله الى الله ورسوله لعدم وصوله الى الرسول (ص) بعد او مهاجرون على سبيل الله الى مراتب الايمان بالتوسل بالولاية بعد ما كانوا قد خرجوا عن نفوسهم الامارة بقبول الدعوة الظاهرة وقبول الاسلام بالبيعة العامة النبوية، وهؤلاء اما مجاهدون او قاعدون عن الجهاد وقد اشار اليهما بقوله سابقا: لا يستوى القاعدون، واشار اليهم بقوله: ومن يهاجر فى سبيل الله، ولم يقل: من يخرج لان المفروض انهم قد خرجوا بقبول الاسلام، ولم يقل الى الله ورسوله لان المفروض انهم قد خرجوا الى الله ورسوله وقبلوا الدعوة الظاهرة وقال فى سبيل الله لانهم بقبولهم الاسلام كانوا فى سبيل الله لان الاسلام طريق الى الايمان.

تحقيق توفى الله وتوفى الملائكة والرسل

ووجه الجمع بين الآيات المختلفة فى توفى الانفس بتوفى الله وملك الموت والملائكة والرسل لا يخفى على البصير فان العقل فى العالم الصغير كالحق فى العالم الكبير، واذا لوحظ ان للعقل جنودا واعوانا ومدارك وقوى لا يعصون ما امرهم العقل وهم بأمره يعملون وان امره للقوى والمشاعر امتثالها من غير تراخ وتأبى، وفعلها كما انه منسوب اليها حقيقة منسوب الى العقل ايضا حقيقة من غير مجاز لاحدى النسبتين او اثنينية وتعدد للنسبة بل فعل القوى فعل العقل من حيث كونه فعل القوى من غير تعدد فى الحيثية ايضا فالرؤية مثلا فعل الباصرة وهى من حيث انها فعل الباصرة فعل العقل لكن فى مرتبة الباصرة لافى مرتبته العالية، بل فعله الخاص به فى مرتبته العالية هو التعقل اعنى درك الاشياء مجردة عن غواشى المادة والتقدر والتحدد والتشكل، علم ان الفاعل فى كل فعل دانيا كان او عاليا هو الله سبحانه، لكن لكل مباشر خاص ينسب الفعل اليه والى الله باعتبار تشأنه وظهوره بفاعله الخاص وله باعتبار مرتبته المخصوصة فعل خاص به لا ينسب الى غيره، فالعقل مظهر لله سبحانه فى مرتبته الخاصة والنفس مظهر لملك الموت، والقوى والمشاعر مظاهر للملائكة والرسل، فالباصرة كالملك تباشر نزع الصور عن المواد، والنفس كملك الموت تنزع عن الصور المجردة عن المواد الصور المجردة عن التحددات والتشكلات المخصوصة مع تقدرها، والعقل كالله ينزع الكليات عن الصور مع ان نزع الاول ايضا فعل العقل بواسطة الباصرة والنزع الاخير فعله بلا واسطة فاختلاف الآيات والاخبار باعتبار اختلاف المباشر واختلاف المراتب مع صحة الانحصار فى قوله تعالى الله يتوفى الانفس، واختلاف المباشر باعتبار اختلاف النفوس مثل مباشر نزع النفوس النباتية والحيوانية والانسانية، وفى النفوس الانسانية ايضا مراتب فنفس يقبضها الله بلا واسطة، ونفس يقبضها ملك الموت، ونفس يقبضها الملائكة والرسل، ومقبوض الملائكة مقبوض لملك الموت ولله، ومقبوض ملك الموت مقبوض الله، والمراد بظلم النفس ههنا غير ما ذكر فى قوله تعالى:

فمنهم ظالم لنفسه

Shafi da ba'a sani ba