Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
[4.46]
{ من الذين هادوا } من بيانية والظرف حال عن الذين اوتوا نصيبا من الكتاب او من تبعيضية والظرف بنفسه مبتدأ لقوة معنى البعضية فى من التبعيضية سواء جعلت اسما او حرفا، او الظرف قائم مقام الموصوف المحذوف الذى هو مبتدأ { يحرفون الكلم عن مواضعه } بتبديل كلمة مكان كلمة، او باسقاط بعض من الكلم، او بصرفه عن مصاديقه الى غيرها بتمويه ان ذلك الغير مصاديقه او بصرفه عن مقاصده المرادة بتمويه ان غيرها مقصود من الكلم سواء كان ذلك عن علم بالمصداق والمقصود او عن جهل وهو تعريض بمنافقى الامة وبفعلهم بكلم الكتاب والسنة حيث كتموا بعضه وبدلوا بعضه وصرفوا بعضه عن مصداقه وبعضه عن مقصوده وهو يجرى ايضا فيمن اقام نفسه مقام بيان الكلم وصرفه عن مصداقه ومقصوده جهلا بهما كاكثر العامة { و } بيان التحريف انهم { يقولون سمعنا } بلسانهم { وعصينا } فى انفسهم لانهم لا يصرحون بالعصيان { و } يقولون { اسمع غير مسمع } بتبديل غير مسمع عن مقصوده الذى هو معنى غير مسمع مكروها الى معنى غير مسمع بالصمم او الموت { و } يقولون { راعنا } بصرف راعنا عن معناه ومفهومه العربى الى معناه الذى هو سب فى لغتهم { ليا بألسنتهم } التواء للحروف بالسنتهم من غير القصد الى معناه المعروف او التواء للكلم عن معناه المعروف المدحى الى المعنى الغير المعروف السبى { وطعنا في الدين } استهزاء بالدين بسبب ما يضمرونه من خلاف المعروف وهو مفعول مطلق قائم مقام فعله او مفعول له او حال وكذلك ليا { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا } بتبديل راعنا به او بقصد هذا المعنى من راعنا { لكان خيرا لهم وأقوم } واعدل { ولكن لعنهم الله } ابعدهم عن الخير والصلاح { بكفرهم } بك { فلا يؤمنون إلا قليلا } ايمانا قليلا وهو الايمان ببعض ما يؤمن به من آيات الكتاب والرسل او الا قليلا منهم على ان يكون المستثنى فى الكلام المنفى التام منصوبا.
[4.47]
{ يا أيهآ الذين أوتوا الكتاب } من اليهود والنصارى ويكون تعريضا بامة محمد (ص) وتهديدا لهم اومن امة محمد (ص) على ان يكون الخطاب لهم ابتداء والاول اظهر { آمنوا بما نزلنا } من القرآن او من ولاية على (ع) { مصدقا } ومثبتا { ل } صدق { ما معكم } من التوارة والانجيل او مخرجا عن الاعوجاج والانحناء لما معكم من احكام النبوة وقبول طاعة النبى (ص)، وان كان المراد من ظاهر اللفظ اليهود والنصارى فامة محمد (ص) مقصودة تعريضا { من قبل أن نطمس وجوها } بمحو محاسنها واشكالها الفطرية والكسبية { فنردها على أدبارهآ أو نلعنهم } بتغيير صور تمام اعضائهم فنمسخم { كما لعنآ } ومسخنا { أصحاب السبت }.
اعلم ان الانسان خلق باطنه كظاهره مستوى القامة مشتملا على احسن هيئة يمكن له الانتقال، رجلاه منفصلتان من الارض لا كالنبات الغائر اصله فى الارض لا يمكنه الانتقال من مكانه، مستقيما قامته ورأسه مجردا بشرته محسنا صورته بانواع المحاسن الفطرية قابلة لانواع المحاسن الكسبية فكلما بالغ فى تصفيتها وتزيينها زاد حسنها وبهاؤها وحسن صورة بدنه بخطوطها واشكالها ووضع كل من محال قواها فى موضعه اللائق به وبصفائها وبهائها وطراوتها وتزيينها بتصفيتها من الدرن اللاحق بها والحاق ما يزينها بها وحسن صورة باطنه ببياضها بنور الاسلام واستنارتها بنور الايمان وتوجهها الى عالم النور وانفصالها عن عالم الزور وتزيينها بتصفيتها وازدياد عملها وتحسين اخلاقها بمتابعة من كان اخلاقه اخلاق الروحانيين فاذا اعرض الانسان عن الولاية عن غفلة او عن جهل لم يحصل لها تزينها، واذا اعرض عن علم كان كمن توجه الى قفاه، واذا تمكن فى هذا الاعراض صار وجهه المحاذى لمقاديم بدنه منصرفا الى قفاه كأنه مخلوق عليه، واذا استحكم فى التمكن صار ممسوخا بالمسخ الملكوتى، واذا استحكم هذا المسخ الملكوتى حتى غلب على الملك صار صورته الملكية ايضا مسخا وعد بعض الفلاسفة المسخ الملكى من المحالات؛ وتأويل ما ورد منه فى الشرعيات ليس فى محله { وكان أمر الله مفعولا } لا مانع من نفاذه فاحذروا ما اوعدتم، ولما كان المقصود من الآية السابقة تعريضا او اصالة امة محمد (ص) وقد امرهم بالايمان بما نزله وقد كان المراد مما نزل ولاية على (ع) كما سبق عللها بقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به }.
[4.48]
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به } باعتبار اتم مظاهره الذى هو على (ع) وقد فسر بالشرك والكفر بولاية على (ع) لان الله لا يعرف ولا يدرك الا فى مظاهره شرك به فكأنه قال: يا امة محمد (ص) آمنوا بولاية على (ع) التى نزلناها مصدقة لما معكم من احكام الاسلام واحذروا فى مخالفته عن عقوبتى فانى لا اغفر لمن يشرك بولاية على (ع) فضلا عمن كفر بولايته { ويغفر ما دون ذلك } الشرك كائنا ما كان كبيرا او صغيرا { لمن يشآء } من شيعة على (ع) وفى الاخبار تصريح بما ذكر من تفسير الآيات بمنافقى الامة وولاية على (ع) مع ان عمومات الاخبار واشاراتها تكفى فى تفسيرها بذلك، فعن الصادق (ع) فى تفسير ما دون ذلك انه قال: الكبائر فما سواها، وفى حديث عن رسول الله (ص):
" لو ان المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب "
، والمراد بالمؤمن من قبل الولاية وفى آخر هذا الحديث: ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لشيعتك ومحبيك يا على (ع) وعن الباقر (ع) يعنى انه لا يغفر لمن يكفر بولاية على (ع) ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يعنى لمن والى عليا (ع) وعن على (ع) ما فى القرآن آية احب الى من هذه الآية { ومن يشرك بالله } باعتبار الشرك باتم مظاهره { فقد افترى إثما عظيما } عطف فى معنى التعليل، والافتراء يكون بالقول وبالفعل.
[4.49]
Shafi da ba'a sani ba