Bayanin Farin Ciki a Matsayin Ibadah
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Nau'ikan
{ وإذ قالت الملائكة } عطف على قوله { اذ قالت امرأة عمران } او مستأنف بتقدير اذكر او ذكر اذ قالت الملائكة لمريم شفاها سواء كانت رأتهم ام لم تر اشخاصهم لانها كانت محدثة والمحدث قد يرى وقد لا يرى كما سبق الاشارة اليه عند قوله
وإثمهمآ أكبر من نفعهما
[البقرة: 219] { يمريم إن الله اصطفاك } من ذرية الانبياء { وطهرك } من السفاح { واصطفاك على نسآء العالمين } اى عالمى زمانك لولادة عيسى (ع) وهذا مضمون ما فى الخبر وقيل فيه اشياء أخر، ولعل المراد بالاصطفاء الاول اصطفاؤها بالنظر الى نفسها واستعدادها واستحقاقها وبالاصطفاء الثانى اصطفاؤها بالنسبة الى نساء عالمها ولذا جاء بالتطهير بينهما يعنى يا مريم ان الله نظر اليك ووجدك اهلا لخدمته وقربه فاصطفاك لخدمته وطهرك من نقائص الكثرات وقربك اليه وافناك مما ينبغى ان يفنى عنه ثم ابقاك ببقائه وأحياك بحيوته واحياك بما يحيى الباقون بعد الفناء حتى تفضلت على نساء العالمين فاصطفاك عليهن.
[3.43]
{ يمريم اقنتي } اطيعى او اديمى القيام فى العبادة او ادعى او اسكتى { لربك واسجدي } اخضعى او انحنى { واركعي } صلى او كبى على وجهك واما معنى القنوت والسجود والركوع الشرعية فغير مراد قطعا اذ الحقائق الشرعية على فرض ثبوتها انما هى فى شريعتنا لا فى الشرائع السابقة على ان قنوت صلاة شريعتنا وسجودها وركوعها غير ثابتة فى شريعتها وعلى هذا فلا حاجة الى بعض التوجيهات ولا الى القول بان الآية ما قدم وأخر بعض اجزائها { مع الراكعين } اى المصلين الاتيان باسم الفاعل الدال على دوام الفعل وثباته دون الذين ركعوا للاشارة الى ان الامر امر بدوام الركوع فان المصاحب بفعله لدائم الفعل لا بد ان يكون دائم الفعل، والاتيان بجمع المذكر للاشارة الى تشريفها بجعلها فى عداد الرجال.
[3.44]
{ ذلك } الاخبار باخبار ام مريم (ع) وزكريا (ع) ومريم (ع) { من أنبآء الغيب } اى من الانباء التى كانت فى غيب منك او من انباء الغائبين والغائبات منك { نوحيه إليك } خبر بعد خبر او حال او خبر ابتداء او مستأنف جواب لسؤال مقدر { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } قد مضى حكاية القرعة فى كفالة مريم { وما كنت لديهم إذ يختصمون } فى كفالة مريم حين لفتها امها فى خرقة واتت بها الى الاحبار او حين كبرها وعجز زكريا عن تربيتها كما قيل، ويجوز ان يراد اذ يختصمون عند ولادة عيسى (ع).
[3.45]
{ إذ قالت } بدل من قوله { اذ يختصمون } او من قوله { وإذ قالت الملائكة يمريم إن الله اصطفاك } وقوله { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } اذ قالت { الملائكة } تعليل لكون الاخبار فى غيب منه { يمريم إن الله يبشرك بكلمة منه } قد مضى وجه تسمية عيسى (ع) لكلمة الله { اسمه المسيح } وهو بالعربية بمعنى المبارك وله معان اخر تناسب التسمية بها وقيل هو معرب مشيحا بالسريانية بمعنى المبارك { عيسى ابن مريم } خبر بعد خبر او خبر مبتدأ محذوف { وجيها } حال مقدرة من كلمة والجاه والوجاهة رفعة المنزلة { في الدنيا والآخرة ومن المقربين } من الله.
[3.46-47]
Shafi da ba'a sani ba