﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ ١ أي: أعصر عنبا خمرا، وقال صاحب الطعام: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ﴾ ٢ بتفسيره ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ٣ تأتي الأفعال الجميلة، وقيل: ممن يحسن تعبير الرؤيا، فيه مسائل:
الأولى: عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن، ولأجل ذلك قيل: لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها لأنها من أقسام الوحي.
الثانية: تعبير أكل الطير من الخبز الذي فوق رأس الرجل بما ذكر.
الثالثة: تعبير عصر الخمر بسلامة الذي رآه ورجوعه إلى مرتبته.
الرابعة: فيه دلالة على قوله ﷺ: "إذا رأى أحدكم ما يكره فلا يذكرها" ٤ ٥ وقوله: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت" ٦ ٧.
الخامسة: أن التأويل في كلام الله ولغة العرب غير التأويل في عرف المتأخرين، ومعناه ما يؤول الأمر إليه.
السادسة: أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن مسائل العلم إلا من رآه يحسن ذلك.