Tafsir and Interpretation in the Quran

Salah Al-Khalidi d. 1443 AH
138

Tafsir and Interpretation in the Quran

التفسير والتأويل في القرآن

Mai Buga Littafi

دار النفائس

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م

Inda aka buga

الأردن

Nau'ikan

ثم ركب النبيّ ﷺ دابته، فسار، حتى دخل علي سعد بن عبادة، فقال له النبي ﷺ: (يا سعد: ألم تسمع ما قال أبو حباب- يريد عبد الله ابن أبيّ- قال: كذا وكذا). قال سعد: يا رسول الله: اعف عنه واصفح عنه. فو الذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحقّ الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة علي أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة، فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك، شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت! فعفا عنه رسول الله ﷺ. وكان النبيّ ﷺ وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب، كما أمرهم الله، ويصطبرون علي الأذي. قال الله ﷿: ولَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذيً كَثِيرًا (١). وقال الله: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّارًا، حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ، مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ، فَاعْفُوا واصْفَحُوا حَتَّي يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (٢). وكان النبيّ ﷺ يتأوّل العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم. فلما غزا رسول الله ﷺ بدرا، وقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي بن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجّه، فبايعوا رسول الله ﷺ علي الإسلام، وأسلموا.» (٣). الشاهد في الحديث ذكر- رواية- أسامة بن زيد- ﵁ آية من كتاب الله، أمر الله فيها الرسول ﷺ والمؤمنين بالعفو والصفح عن أهل الكتاب والمشركين، حتى يأتي الله بأمره، ويأمرهم بقتال الكافرين.

(١) سورة آل عمران: ١٨٦. (٢) سورة البقرة: ١٠٩. (٣) صحيح البخاري: ٦٥ كتاب التفسير: ١٥ باب: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا: حديث رقم: ٤٥٦٦.

1 / 147