310

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر

Nau'ikan

بالجهل، وانتهاء؛ لأنه ملحوق بالنسيان، وشمولًا ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)﴾ (^١) لكن علم الله ﷿ كامل من هذه الوجوه كلها ابتداء، وانتهاء، وشمولًا، فهو ﷾ عالم بعلمه الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا، وهو لا ينسى كما قال موسى ﵊، ﴿عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (٥٢)﴾ (^٢) وعلمه شامل لكل شيء، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥)﴾ (^٣) ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)﴾ (^٤).
فالله تعالى منزه عن النقص في صفاته الثابتة له، ومنزه عن مماثلة المخلوقين، وقلنا: مماثلة، ولم نقل مشابهة والفرق واضح:
أولًا: أن المماثلة هي التي جاء نفيها في القرآن ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (^٥) ولم يقل: "ليس كشبهه شيء" وقال: ﴿فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾ (^٦).
ثانيًا: أنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما نوع من التشابه، ولولا ذلك ما فهمنا من صفات الله شيئًا.
فمثلًا: الوجود للمخلوق وللخالق، بينهما تشابه من حيث

(^١) سورة الإسراء، الآية: ٨٥.
(^٢) سورة طه، الآية: ٥٢.
(^٣) سورة آل عمران، الآية: ٥.
(^٤) سورة الطلاق، الآية: ١٢.
(^٥) سورة الشورى، الآية: ١١.
(^٦) سورة النحل، الآية: ٧٤.

1 / 311