238

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر

Nau'ikan

الفوائد:
١ - من فوائد الآية الكريمة: إثبات مشيئة الله ﷿ لقوله: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ﴾ وقد سبق الكلام عن المشيئة وأنها مقرونة بالحكمة في فوائد الآية السابقة.
٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: كمال قدرة الله ﷿.
٣ - ومن فوائدها أيضًا: أن الله ﷾ لو شاء لأثبتهم في مكانهم بحيث لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧)﴾.
* * *
﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)﴾.
هذه الجملة شرطية، فعل الشرط قوله ﴿نُعَمِّرْهُ﴾ وجوابه: ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ يقول الله ﷿: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ﴾ أي: نجعل عمره طويلًا، ولهذا قال المؤلف ﵀[بإطالة أجله ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ وفي قراءة بالتشديد من التنكيس]، القراءة التي جعلها المؤلف أصلًا (نُنْكِسْهُ) من الإنكاس، والقراءة التي في المصحف ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ من التنكيس، والإنكاس والتنكيس بمعنى الرد من حال كاملة إلى حال ناقصة، وقوله: ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ أو ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ ﴿فِي الْخَلْقِ﴾ يقول المؤلف في تفسيرها: [أي: خلقه، فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفًا وهرمًا]. فكلما طال العمر بالإنسان فإنه يرجع للوراء، ليس في القوة البدنية فحسب، بل في القوة العقلية، والقوة البدنية، والقوة الفكرية، فيضعف ويعود إلى أرذل العمر، كما قال الله ﷿، ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ

1 / 239