219

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر

Nau'ikan

البشر له طريق، فإن كان على شرع الله فهو مستقيم، وإن كان على خلافه فهو معوج. * * * ثم قال الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢)﴾ ﴿وَلَقَدْ﴾ هذه جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات هي: القسم المقدر؛ لأن اللام موطأة للقسم، واللام، وقد، والتقدير: والله لقد أضل. فإذا قال قائل: كيف يقسم الله ﷿ وهو الصادق بالقول بلا قسم؟ نقول في الجواب على ذلك وجوه: الوجه الأول: الإشارة إلى أن هذا أمر هام يحتاج إلى القسم عليه، لأنه لولا أهميته ما أقسم عليه. الوجه الثاني: أن القرآن نزل باللغة العربية، ومن أساليب اللغة العربية أن الشيء إذا أريد إثباته وتحقيقه فإنه يقسم عليه. الوجه الثالث: أن المقسم به إذا كان مصرحًا به، فإن الإقسام به يدل على عظمته فإن الله لا يقسم بشيء إلا لعظمة ذلك الشيء، مثل قوله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢)﴾ (^١). وما أشبه ذلك مما أقسم الله به فإنه يدل على عظمة المقسم. ﴿أَضَلَّ مِنْكُمْ﴾ بمعنى أضاع وصرف عن الطريق المستقيم، يعني قادكم إلى ضلال ليس فيه هدى ﴿جِبِلًّا﴾، قال المؤلف ﵀:

(^١) سورة الشمس، الآيتان: ١، ٢.

1 / 220