107

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر

Nau'ikan

الرسول)، وهم يستهزءون بغيره، ولكن لما كان هؤلاء قد أمعنوا في الاستهزاء بالرسل صاروا كأنهم لا يستهزؤن إلَّا بالرسل والاستهزاء هو السخرية والهزء. الفوائد: ١ - في هذه الآية دليل على شدة تحسر العباد المكذبين للرسل لقوله: ﴿يَاحَسْرَةً﴾ ولهذا جاء النداء على سبيل التنكير، ليدل على أنَّها حسرة عظيمة؛ لأن التنكير يفيد أحيانًا التعظيم والشدة. ٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين للرسل سيجدون أعمالهم حسرات عليهم، لقوله تعالى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)﴾. ٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عدل الله ﷿ وهو أنَّه لا يؤخذ أحدًا إلَّا بذنبه لقوله: ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠)﴾ فلن يعاقب الله أحدًا إلَّا بذنب، بل إنه ﷿ قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشرك ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ (^١). ٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرسالة لقوله: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ وأن الرسالة عامة في كل أمة؛ لأنه قال: ﴿عَلَى الْعِبَادِ﴾ ثم قال: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ﴾ فكل العباد قد قامت عليهم الحجة ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤)﴾ (^٢).

(^١) سورة النساء، الآية: ٤٨. (^٢) سورة فاطر، الآية: ٢٤.

1 / 108