83

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ثم ذكر الله تعالى ما مَنَّ به عليه فقال: ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ﴾ أي: ذللناها له، والله ﷾ يذل له كل شيء، فسخر الله الجبال، أي: ذللها حتى تسبح بتسبيح داود، وهي، أي: الجبال تسبح تسبيحًا مطلقًا، وهذا هو التسبيح العام، وتسبح تسبيحًا خاصًا، كما أمرت أن تسبح مع داود ﵊، وإلا فهي تسبح تسبيحًا عامًّا مطلقًا، كما قال الله تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] أي: ما من شيء إلا يسبح بحمده ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: ٤٤]. أما التسبيح الذي سخر الله الجبال عليه مع داود فهو تسبيح خاصّ ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (١٨)﴾ والجبال جمع جبل وهو معروف، ﴿مَعَهُ﴾، أي: مع داود قال المؤلف ﵀: [يسبحن بتسبيحه ﴿بِالْعَشِيِّ﴾: وقت صلاة العشاء ﴿وَالْإِشْرَاقِ﴾: وقت الضحى]. قوله: ﴿يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ﴾ الباء هنا ظرفية بمعنى "في" لكن يظهر- والله أعلم- أنه إذا أريد بالظرفية استيعاب الوقت أُتي بدل "في" بالباء، لأن الباء تدل على الاستيعاب والإحاطة كما في قوله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ﴾ [الحج: ٢٩] وكما قال: ﴿فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ [البقرة: ١٥٨] ولهذا لا بد من استيعاب البيت بالطواف، واستيعاب ما بين الصفا والمروة في السعي. إذًا الباء هنا للظرفية لكنها جاءت مكان "في" للدلالة على الاستيعاب، يعني كل العشي.

1 / 88