234

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

كن، أما آدم فبيده، وهذا هو وجه الميزة والخصيصة لآدم ﵇ أن الله خلقه بيده.
﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾ [الآن عن السجود؟ استفهام للتوبيخ ﴿أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)﴾ المتكبرين، فتكبرت عن السجود] مع الذين منزلتهم فوق، لأن الذي يأبى إما أن يكون في مكان أرفع فيكون مستحقًا للإباء، أو يكون مستكبرًا وموضعه دُونٌ، فيجعل نفسه في محل عالٍ، والله يقول له: هل أنت مستكبر أو أنك عالٍ في مرتبة أعلى من آدم، بل أعلى ممن أمرك ما الجواب؟
قال المؤلف: [﴿أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)﴾ المتكبرين، فتكبرت عن السجود لكونك منهم] أي: من العالين، وأما قول المؤلف: إن العالين هم المتكبرون فإنه يؤدي إلى أن لا يكون فرق بين المتقابلين، لأنه قال: ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)﴾ ولم يقل: من المتكبرين، ولذلك يعتبر تفسير المتعالين بالمتكبرين خطأ بل ﴿أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)﴾ أي: الذين علت منزلتهم بحيث لا يوجه إليهم الأمر بالسجود لمن هو دونهم، فإباء الشيطان عن السجود لآدم إما أن يكون لوصف يستحقه، وهذا يدل عليه ﴿أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥)﴾ أو لوصف لا يستحقه ولكنه استكبر، ورأى نفسه كبيرًا، وهذا في قوله: ﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾.
قال الشيطان جوابًا على سؤال الله تعالى: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦)﴾، ﴿خَيْرٌ مِنْهُ﴾ من آدم، وهذه دعوى، وكل

1 / 239