237

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

أو أكثَرَ للبركة التي يُحِلُّها الله ﷿؛ ولهذا جاء في الحديثِ الصحيحِ: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ" (^١)، يَعنِي أن الصدَقة لا تَنقُص المال، ولكنها تَزيده كما قال الرسول ﷺ. قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ و﴿خَيْرُ﴾ أَصلُها: أَخيَرُ؛ لأنها اسْمُ تَفضيل؛ لكنها حُذِفت الهَمْزة تَخفيفًا؛ لكَثْرة استِعْمالها، ﴿الرَّازِقِينَ﴾ المُعطِين، وكيف نَقول: "خيرُ الرازِقين" مع أن الذي يَبسُط الرِّزْق ويُعْطي الرِّزْق هو الله تعالى؟ نَقول: لأن غيرَ الله تعالى يَرزُق؛ لكنه رِزْق مَحدود، يُقال: رزَقَ عائِلَته؛ قال الله ﷾: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [النساء: ٨]. فإِذَنِ: الرِّزق يَكون من الله تعالى وَيكون مِن غيره، لكنه مِن الله تعالى شامِل عامٌّ، ومن غَيْره ناقِص خاصٌّ، فالإنسان يَكون كما قال المُفَسِّر ﵀ يَقول: إنه يُقال: كل إنسان يَرزُق عائِلته. يَعنِي: يُعطيها، لكن عَطاء الإنسان عائِلتَه أو رِزْق غير عائِلته من رِزْق الله ﷿، لولا أن الله تعالى أَعطاك ما أَعطَيْت غَيرَك، فيَعود المَعنَى إلى أن الرّزْق الله ﷾: ﴿وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾. من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَة الأُولَى: طلَب الإعلان؛ لأنَّ الأُمور كلُّها بيَدِ الله ﷾ مِن بَسْطٍ وتَضييق؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ﴾ إذ إنَّه ليس المُراد أن تَقولها في نَفْسك، بل تَقولها في نَفْسك ولغَيْرك أيضًا.

(^١) أخرجه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب العفو والتواضع، رقم (٢٥٨٨)، من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 243