200

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

بما يَدُلُّ على التَّحقير في قوله: ﴿بِهَذَا الْقُرْآنِ﴾، فإن الإشارة هُنا بالقريب لدُنُوِّ مَرتبته على زَعْمهم. وفيه أيضًا من تمَاديهم في الطُّغْيان أنهم قالوا: لن نُؤمِن به، ولا بالذي بين يَدَيْه. سواءٌ قُلْنا: إن الذي بين يَدْيه: ما أَخبَر به عن المُستَقبَل، أو: ما سَبَقه من الكُتُب؛ فإن هذا يَدُلُّ على المُبالَغة في العُتُوِّ والعِناد. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: وفي قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ إلخ؛ بيانُ عِظَم عُقوبة هؤلاءِ المُكذِّبين؛ لأن تَقدير الجواب يَدُلُّ على ذلك، وقد قدَّرْناه في تفسيرِنا: بأنه لرأيْت أمرًا عظيمًا أو فظِيعًا. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن الكُفْر ظُلْم؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ﴾؛ لأنه قال ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، ثُمَّ قال: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ﴾، ويُؤيِّد ذلك قولُه تعالى في سورة البقَرة: ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة: ٢٥٤]. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: حُسْن الإظهار في مَوْضع الإِضْمار إذا اقتَضَتِ البَلاغة ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿إِذِ الظَّالِمُونَ﴾، ولم يَقُل: ولو ترَى إذ هُمْ مَوْقوفون. وللإِظْهار في مَوْضِع الإِضْمار فوائِدُ: منها إرادةُ العُموم، بحيث يَشمَل هؤلاءِ المَذكورين وغيرَهم. ومنها بَيانُ وَصْف لمَن يَعود الضمير عليه لم يَكن مَوجودًا من قبلُ، بمعنى: التَسجيل عليهم بما يَقتَضيه هذا الوَصْفُ، إذ إنه لو قيل: ولو ترَى إذ هم مَوْقوفون ما استَفَدْنا أن هؤلاء كانوا ظالمين، فلما قال ﷿: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ﴾ سجَّل عليه أنه ظُلْم.

1 / 206