61

Tafsir Al-Uthaymeen: Luqman

تفسير العثيمين: لقمان

Mai Buga Littafi

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فإن قال قائِل هذه النَّظرِيةِ: هذه تُخالِف القرآن. يَعنِي: هناك مَن يَقول: الشمس طالِعة والأرض هي التي تَدور عليها. فالجَوابُ: نحن قُلنا: مَسأَلة الشمس ثابِتة أَبطَلنَاها؛ وقُلْنا: هذا لا يَجُوز؛ مع أنهم يَقولون: إن الشمس ليسَتْ بثابِتة، وإنها تَدور في الأَوَجِ العالي تَسير سيرًا عظيمًا، وفي كُتَيِّب صغير اسمُه عِلْم الفلَك القَديم يَقول: تَنطَلِق في الثانية آلاف الأميال. الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بَيَانُ قُدْرةِ اللَّهِ ﷿ بِبَثِّ هذِه الدوابِّ في الأرض؛ لِقوله تعالى: ﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾؛ أَي: نَشَر؛ وَجْه دَلالتها على القُدرة: اختِلاف هذه الدوابّ في أجناسِها وأنواعِها وأشكالهِا وأحوالهِا، وقد سَبَق لنا بَيانُ بعضِ الحِكَم في خَلْق ما هو ضارٌّ منها، وذكَرْنا عِدَّة حِكَم في خَلْق هذا الضَّارِّ. الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: بيان قُدْرَة اللَّهِ أيضًا وحِكْمَتِه ورَحْمَتِه في إنزالِ الماء مِن السَّماء، فالقُدْرة أنَّنا نَجِد هذا الماءَ يَنزِل مِن فوقُ، فمَعنَى ذلك أن هناك بِحارًا عَظيمةً تَطوف بِالأرْض -بَيْن السَّماء والأَرض-، وقد قال اللَّه ﷿ في آية أخرى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ سبحان اللَّه! جِبَال بين السماء والأرض مِن البَرَد يَنْطَلِق مِنْها هذه الأَجزاءُ حتى يَنْزِل الأرض، ولو شاء اللَّه تعالى لَأَنْزَل الجبَلَ جميعًا على الأرض. وقُلْنا: فيه أيضًا دليل على الرحمة حيثُ كان نُزولُه مِن العُلُوِّ لأَجْل أن يَشمَل المُرتَفِع والمُنْخَفِض. وفيه أيضًا دليل على الرحمة: أنَّ هذا الماءَ لنا فيه فائَدتان عَظيمتان: إنبات ما يَنْبُت مِنْه، والثاني: خَزْنُه في الأرض، قال تعالى: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر: ٢٢] وقال في آية أُخرى: ﴿فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الزمر: ٢١]، وقال ﷾: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ

1 / 65