صببنا الماء صبًّا﴾ يعني من السحاب ﴿ثم شققنا الأرض شقًّا﴾ بعد نزول المطر عليها تتشقق بالنبات. ﴿فأنبتنا فيها﴾ أي في الأرض ﴿حبًّا﴾ كالبر والرز والذرة والشعير وغير ذلك من الحبوب الكثيرة ﴿وعنبًا﴾ معروف ﴿وقضبًا﴾ قيل: إنه القت المعروف ﴿وزيتونًا﴾ معروف ﴿ونخلًا﴾ معروف ﴿وحدائق غلبًا﴾ حدائق جمع حديقة، والغلب كثير الأشجار ﴿وفاكهة﴾ يعني ما يتفكه به الإنسان من أنواع الفواكه ﴿وأبًّا﴾ الأب نبات معروف عند العرب ترعاه الإبل ﴿متاعًا لكم ولأنعامكم﴾ يعني أننا فعلنا ذلك متعة لكم، يقوم بها أودكم، وتتمتعون بها أيضًا بالتفكه بهذه النعم.
ثم لما ذكر الله ﷿ الإنسان بحاله منذ خلق من نطفة حتى بقي في الدنيا وعاش، ذكر حاله الآخرة في قوله:
﴿فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ .
﴿فإذا جاءت الصاخة﴾ يعني الصيحة العظيمة التي تصخ الاذان، وهذا هو يوم القيامة ﴿يوم يفر المرء من أخيه﴾ من أخيه شقيقه أو لأبيه أو لأمه ﴿وأمه وأبيه﴾ الأم والأب المباشر، والأجداد أيضًا، والجدات يفر من هؤلاء كلهم ﴿وصاحبته﴾ زوجته ﴿وبنيه﴾ وهم أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه. ويفر من هؤلاء كلهم. قال أهل