Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma
تفسير العثيمين: جزء عم
Mai Buga Littafi
دار الثريا للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
فقال لها وللأرض إئتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين﴾ [فصلت: ١١] . وقال الله تعالى للقلم اكتب، قال: ربِّ وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة (^١) . وقال الله تعالى: ﴿اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون﴾ [يس: ٦٥] . فالله ﷿ إذا وجه الكلام إلى شيء ولو جمادًا فإنه يخاطب الله ويتكلم ولهذا قال: ﴿يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها﴾ قوله: ﴿يومئذ﴾ يعني يومئذ تزلزل الأرض زلزالها.
﴿يصدر الناس أشتاتًا﴾ أي جماعات متفرقين، يصدرون كل يتجه إلى مأواه، فأهل الجنة - جعلنا الله منهم - يتجهون إليها، وأهل النار - والعياذ بالله - يساقون إليها ﴿يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدًا. ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا. لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدًا﴾ [مريم: ٨٥ - ٨٧] . فيصدر الناس جماعات وزمرًا على أصناف متباينة تختلف اختلافًا كبيرًا كما قال الله تعالى: ﴿انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلًا﴾ [الإسراء: ٢١] . ﴿ليروا أعمالهم﴾ يعني يصدرون أشتاتًا فيروا أعمالهم، يريهم الله تعالى أعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شًّرا فشر، وذلك بالحساب وبالكتاب، فيعطى الإنسان كتابه إما بيمينه، وإما بشماله، ثم يحاسب على ضوء ما في هذا الكتاب، يحاسبه الله ﷿، أما المؤمن فإن الله تعالى يخلو به وحده ويقرره بذنوبه ويقول: فعلت كذا، وفعلت كذا وكذا، وفعلت كذا، حتى يقر ويعترف، فإذا رأى أنه هلك، قال الله ﷿: «إني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم» (^٢)، وأما الكافر - والعياذ بالله - فإنه
(^١) أخرجه أبو داؤود كتاب السنة باب في القدر (٤٧٠٠) والترمزي ابواب القدر باب إعظام أمر الإيمان بالقدر (٢١٥٥) وقال حديث غريب.
(^٢) تقدم تخريجه ص (٥٣) .
1 / 286