239

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Mai Buga Littafi

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

المتقدمة والمتأخرة ثابتة بالقرآن والسنة، وهذا من خصائص الرسول ﵊، لا أحد من الناس يغفر له ما تقدم وما تأخر إلا الرسول ﷺ، أما غيره فيحتاج إلى توبة من الذنب، وقد يغفر الله له ﷾ بدون توبة ما دون الشرك، لكن الرسول ﵊ نجزم بأنه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولهذا قال: ﴿ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك﴾ .
فإن قال قائل: هذه الآية وما سقناه شاهدًا لها يدل على أن الرسول ﷺ قد يذنب فهل النبي ﷺ يذنب؟ فالجواب: نعم، ولا يمكن أن نرد النصوص لمجرد أن نستبعد وقوع الذنب منه ﵌، ونحن لا نقول الشأن ألا يذنب الإنسان بل الشأن أن يغفر للإنسان، هذا هو المهم أن يغفر له، أما أن لا يقع منه الذنب فقد قال النبي ﵊: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (^١)، لابد من خطيئة لكن هناك أشياء لا يمكن أن تقع من الأنبياء مثل الكذب والخيانة، فإن هذا لا يمكن أن يقع منهم إطلاقًا، لأن هذا لو فرض وقوعه لكان طعنًا في رسالتهم وهذا شيء مستحيل، وسفاسف الأخلاق من الزنا وشبهه هذا أيضًا ممتنع، لأنه ينافي أصل الرسالة، فالرسالة إنما وجدت لتتميم مكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (^٢)، فالحاصل أن الله ﷾ وضع عن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وزره، وبين أن هذا الوزر قد أنقض ظهره أي أقضه وأتعبه، وإذا كان هذا وزر الرسول ﵊ فكيف بأوزار غيره،

(^١) أخرجه الترمزي كتاب صفة القيامة، باب استعظام المؤمن ذنوبه (٢٤٤٩) وقال: حديث غريب
(^٢) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في "الأدب المفرد" (٢٧٣) .

1 / 245